المهذب الأحد يوليو 24, 2011 9:46 pm
|
|
| |
|
|
من قال إن زمن العبودية انتهي؟ ومن ذاك الذي زعم انه لم تعد في العالم اسواق للجواري واخري للموالي بطول العالم وعرضه, بل ولايستثني من ذلك الدول الكبري. |
|
التي يضرب بها المثل في الالتزام بحقوق الانسان؟ باختصار لم يعد العالم مقسما إلي ثلة من الاغنياء يستحوذون علي الجانب الأكبر من ثروة البشرية ـ هناك نحو11 مليون مليونير يستحوذون علي نحو سبعين في المائة من ثروة البشرية ـ وفقراء ـ اذ ان هناك مليار جائع في العالم ـ وانما صار هناك اسياد وعبيد, سيدات وإماء, جواري وحرائر, واطفال وموالي.. هذا كله في القرن الحادي والعشرين.. نعم صدق أو لاتصدق هناك الآن سوق نخاسة عالمية هائلة وقودها تجارة هائلة تحمل اسم الاتجار في البشر! تشي بيانات الأمم المتحدة بأن ظاهرة الاتجار بالبشر اصبحت كالسرطان في الجسد الانساني, وبشكل اصبحت تشكل معه أكبر وصمة عار في جبين الانسانية, وذلك بعد ان ظنت البشرية الواهمة ان هذه الظاهرة ماتت إلي الأبد ودفنها التاريخ إلي غير رجعة علي الاقل منذ انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية في الثلث الثاني من القرن التاسع عشر وهي الحرب التي حررت العبيد في الولايات المتحدة ليس من أجل سواد عيونهم بالطبع ولكن لكون الولايات الشمالية في تلك الاثناء كانت بحاجة إلي تحرير هؤلاء البسطاء من ربقة عبوديتهم في مزارع الولايات الأمريكية الجنوبية, وذلك من أجل تشغيل المصانع الجديدة في شمالي البلاد. تقول البيانات الرسمية الدولية إن الاتجار بالبشر بغرض تحويل هؤلاء البشر إلي عبيد لاحول لهم ولاقوة اصبحت تجارة مربحة للغاية, بل صارت هذه التجارة الإجرامية اسرع الجرائم نموا علي مستوي العالم, وتحقق ثاني اكبر ارباح علي مستوي الجرائم الدولية بعد تجارة المخدرات ويتراوح حجم المكاسب التي تحققها عصابات الاتجار بالبشر بين خمسة وتسعة مليارات دولار سنويا حسب تقديرات عام الفين واربعة, ولكن خلال عام الفين وخمسة قفز هذا الرقم بصورة هائلة, اذ اعلنت منظمة العمل الدولية ان العصابات الاجرامية التي تعمل في هذا المجال الوحشي تحقق ارباحا سنوية تصل قيمتها إلي نحو اثنين وثلاثين مليار دولار.. فيا لها من مكاسب طائلة. وكشفت الامم المتحدة انه خلال عام الفين وثمانية بلغ عدد الاشخاص الذين جري الاتجار بهم علي مستوي العالم نحو مليونين ونصف المليون شخص جري نقلهم من مائة وسبعة وعشرين دولة. لكن هناك نقطة جوهرية تتعين الاشارة إليها في هذا الصدد وهي تلك التي تتمثل في ان هذه البيانات لاتتضمن الأرقام المتعلقة بظاهرة اجرامية اخري تعرف بظاهرة تهريب البشر, والفارق بين الظاهرتين يتمثل في انه في حالة ظاهرة تهريب البشر تكون هناك عصابات تتولي فقط نقل الضحية من بلد إلي اخر ثم تتركه علي الحدود أو علي مقربة منها, اما في حالة الاتجار في البشر فانه يجري نقل فتيات واطفال من دول طوعا أو كرها أو عبر الاغراء المادي, ليتم بعد ذلك اعتقالهم واجبارهم علي العمل في انشطة غير مشروعة عادة ما تأخذ شكل استغلال جنسي وحشي او استغلال غير ادمي كخدم في البيوت أو في اعمال اخري بالسخرة. وفي الاغلب الاعم لايحصل هؤلاء العبيد علي اجر وان حصلوا عليه فانه يجري تكبيل الواحد منهم بديون هائلة بحيث يظل مرتبطا بهذه العصابات لفترات زمنية طويلة. وبالاضافة إلي الاستغلال الجنسي البشع, فانه يجري استغلال الاطفال والنساء في أعمال عبودية بالسخرة في المنازل والمزارع والمصانع كما يجري استغلالهم في التسول. وتقوم مافيا الاتجار في البشر باصطياد ضحاياها من المشردين والمراهقين الهاربين من ذويهم واللاجئين ومدمني المخدرات خاصة من الدول النامية والفقيرة. وفي البداية يجري إغراء هؤلاء الضحايا بوعود زائفة بالحصول علي فرص عمل او زواج او تعليم أو حياة افضل من حياة البؤس والشقاء التي يحيونها. وعادة ما يشكل هؤلاء في احيان كثيرة العمود الفقري لصناعة الدعارة في العالم, اذ تعمل الفتيات والسيدات عادة في بارات التعري والافلام الاباحية وبيوت الدعارة. وذكر تقرير لوزارة العدل الأمريكية ان ثلاثة وثمانين في المائة من حالات الاتجار في البشر في الولايات المتحدة فقط جري فيها استغلال الفتيات الضحايا في الدعارة. كما يعد الاتجار بالبشر احد أكبر روافد مايعرف بظاهرة عمالة الأطفال وتقول منظمة العمل الدولية في هذا الصدد ان هناك نحو مائتين وستة واربعين مليون طفل يجري استغلالهم في اعمال لاتمت لبراءة الطفولة بصلة, وتتراوح اعمار هؤلاء الاطفال بين خمسة وسبعة عشر عاما, ويجري ربط اولئك الضحايا في احيان كثيرة بديون فاحشة ويتم استغلالهم في الدعارة وتهريب المخدرات والاسلحة وحتي كجنود في الصراعات المسلحة. وتعد تايلاند والبرازيل اكبر معقلين للاتجار في الأطفال بهدف الدعارة في العالم ويرتبط بهذه الظاهرة الوحشية واحدة من اشد الممارسات القذرة ألا وهي ظاهرة استغلال الفقر المدقع الذي يعيشه نحو مليار شخص في العالم وذلك عبر شراء الأطفال الرضع من ذويهم الفقراء خاصة المكبلين بديون لاطاقة لهم علي سدادها ليتم بعد ذلك بيع هؤلاء الأطفال الرضع لاسر ثرية في البلدان الغنية علي النحو الذي اعلن عنه في الاونة الأخيرة في فضائح الاتجار في الاطفال الذين يجري شراؤهم من عائلات فقيرة من الهند ليتم بيعهم في الولايات المتحدة. وبالاضافة إلي الوسائل التقليدية التي يتبعها المجتمع الدولي لمكافحة هذا الاجرام المنظم فانه في بعض الدول الكبري مثل الولايات المتحدة شرع المجتمع المدني في التصدي لهذه الظاهرة المروعة عبر وسائل غير تقليدية مثل الاعلان عن خط ساخن مفتوح علي مدار الساعة لاي شخص يمكن ان يكون ضحية لهذه الممارسات غير الانسانية. ورغم ملايين الدولارات التي تنفق للحد من هذه الظاهرة الدولية إلا انها تأبي إلا ان تستفحل وتتوحش حيث كشفت مؤسسةfawco وهي عبارة عن شبكة تضم ثلة من المنظمات الأمريكية والعالمية غير الهادفة للربح والتي تأسست في عام1931 كشفت هذه المؤسسة ان عدد العبيد الجدد في العالم يبلغ حاليا سبعة وعشرين مليون عبد وأمة. وأوضحت المؤسسة ان معدل الاتجار بالبشر وصل إلي نحو ثمانمائة الف حالة سنويا, وان كان بعض منظمات المجتمع المدني الاخري ترفع هذا الرقم إلي نحو اربعة ملايين شخص سنويا. اما الكارثة الكبري فتتمثل في ان نحو عشرين في المائة من هؤلاء العبيد الجدد من الأطفال, وان نحو ثمانين في المائة من اجمالي اولئك الضحايا يجري استغلالهم استغلالا جنسيا. اما الاسواق الرائجة لهذه التجارة فتشمل دول أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية واسيا, وبالنسبة للدولة التي تشكل المصدر الرئيسي لاصطياد هؤلاء الضحايا فتتمثل في دول شرق ووسط وجنوب أوروبا والبلدان الاعضاء في رابطة دول الكومنولث المستقلة التي تضم الدول التي كان يتألف منها الاتحاد السوفيتي السابق وهي دول روسيا البيضاء وكازاخستان وقير غيزيا وروسيا وطاجيكستان واوزباكستان واذربيجان وجورجيا ومولدوفا واوكرانيا وارمينيا وتركمانستان. | [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] |