زمــــــزم العـــمــــر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شرح دعاء: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

شرح دعاء: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ  Empty شرح دعاء: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

مُساهمة  ريحانة الدار الجمعة أغسطس 19, 2011 9:51 pm





شرح دعاء: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
1- ]رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[([1]).
‏بيّن اللَّه جلّ في علاه في كتابه (الذكر الحكيم) دعوات لأهل الهمم القليلة، وأصحاب الحظوظ الدنيوية يسألون حظ الدنيا فقط: ]فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ[([2]).

‏ثم ثنّى ـ بأصحاب الهمم العالية الذين يسألون خيري الدنيا‏ والآخرة، ‏وذكر سبحانه هذه الدعوة في سياق الثناء والتبجيل في كتابه الكريم تعليماً لنا في التأسي والعمل بالتنزيل بملازمتها مع فهم معانيها ومضامينها، وما حوته من جوامع الكلم الطيب، مع ‏قلّة المباني، وعظيم المعاني.

فقدموا توسلهم بأجمل الأسامي والصفات: (ربنا): نداء فيه إقرار بالربوبية ‏العامة للَّه تعالى المستلزمة لتوحيده في الألوهية، فجمعوا بين أنواع التوحيد التزاماً وتضمناً، وهم يستحضرون كذلك ربوبيته الخاصة لخيار خلقه الذين رباهم بلطفه، وأصلح لهم دينهم ودنياهم، فأخرجهم من الظلمات إلى النور، ‏وهذا متضمن لافتقارهم إلى ربهم، وأنهم لا يقدرون على تربية نفوسهم من كل وجه، فليس لهم غير ربهم يتولاهم، ويصلح أمورهم))([3]).

‏لهذا ينبغي للداعي أن يستحضر هذه المعاني الجميلة من ربوبيته تعالى العامة لكل الخلق، وربوبيته الخاصة، فإن ذلك يوجب للعبد الخشوع والخضوع، وتذوق حلاوة المناجاة، والدعاء التي لا يعادلها أي شيء من المحبوبات .

]آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً[: سؤال من خير الدنيا كله بأوجز لفظ وعبارة، فجمعت هذه الدعوة كل خير يتمناه العبد، ((فإنّ الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي، من عافية، ودارٍ رحبةٍ، وزوجةٍ حسنةٍ، ‏ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنيءٍ، وثناء جميل، إلى غير ذلك))([4]).

]وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً[: أما ((الحسنة في الآخرة فلا شك أنها الجنة؛ لأن من لم ينلها يومئذٍ فقد حُرم جميع الحسنات))([5])، فهي أعلى حسنة، ويدخل في حسنات الآخرة كذلك: ((الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب))([6])، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة.

]وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[: ((وهذا يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام، وترك الشبهات والحرام))([7])، وتتضمن هذه الوقاية أيضاً ((ألاّ يدخل النار بمعاصيه، ثم تخرجه الشفاعة))([8])، ثم بين ـ علو درجتهم، وبعد منزلتهم في الفضل، كما دلّ على ذلك اسم الإشارة (أولئك) ]‏أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ[([9]).

‏ولما كان هذا الدعاء المبارك الجامع لكل معاني الدعاء من أمر الدنيا والآخرة، كان أكثر أدعيته كما أخبر بذلك أنس أنه قال: كان أكثر دعاء النبي ([10 ]).

‏واقتدى بذلك أنس ، فكان لا يدعه في أي دعاء يدعو به([11])، وقد طلب منه بعض أصحابه أن يدعو لهم، فدعا لهم بهذه الدعوة المباركة، ثم قال: ((إذا آتاكم اللَّه ذلك فقد آتاكم الخير كله))([12]).

‏تضمنت هذه الدعوة جملاً من الفوائد، منها:

1- يحسن بالداعي أن يجمع في دعائه خيري الدنيا والآخرة.

2- ينبغي لكل داعٍ أن يكون جُلَّ دعائه ونصيبه الأكبر في أمورالآخرة، فجاء في هذا الدعاء سؤال أمرين عظيمين من أمور الآخرة: وأمرٍ واحدٍ من أمور الدنيا ]‏وَفِي الآخِرَةْ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[.

3- أهمية التوسل بصفاته تعالى الفعلية (قنا)؛ لقول اللَّه، وتأسيّاً برسولنا

4- ينبغي للداعي أن يكون من أصحاب الهمم العالية.

5- ((أن الإنسان لا يذم إذا طلب حسنة الدنيا مع حسنة الآخرة.

6- أن كل إنسان محتاج إلى حسنات الدنيا والآخرة)).

7- من حُسن الدعاء أن يجمع في مطالبه بين الرغبة: ]آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً[، والرهبة: ]قِنَا عَذَابَ النَّارِ[. حتى يكون العبد بين الخوف والرجاء.

8- أهمية الأدعية في كتاب اللَّه تعالى، ‏فهي كافية وشافية من جميع المطالب التي يتمناها العبد في دينه، ‏ودنياه، وآخرته.

فعلى العبد ملازمة هذه الدعوة اتباعاً.

--------------------------------------------------------------------------------

([1]) سورة البقرة، الآية: 201.

([2]) سورة البقرة، الآية: 200.

([3]) المواهب الربانية للعلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي، ص 124.

([4]) تفسير ابن كثير، 1/ 343.

([5]) ابن جرير الطبري، 1/ 553.

([6]) ابن كثير، 1/ 342.

([7]) المصدر السابق.

([8]) تفسير القرطبي، 1/ 786.

([9]) سورة البقرة، الآية: 202.

([10]) انظر: صحيح البخاري، كتاب الدعوات، باب قول النبي r: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة)، 8/ 83، برقم 6398، ومسلم، كتاب العلم، باب فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، 4/ 2070، برقم 2690.

([11]) صحيح مسلم، كتاب العلم، باب فضل الدعاء باللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، 4/ 2070، برقم 2690.

([12]) فتح الباري، 11/ 229

ريحانة الدار
ريحانة الدار
مديرة المنتدي
مديرة المنتدي

رقم العضوية : 1

عدد المساهمات : 1622

نقاط : 2873

تاريخ التسجيل : 06/03/2011


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

شرح دعاء: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ  Empty رد: شرح دعاء: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

مُساهمة  طبيب الدار السبت أغسطس 20, 2011 2:53 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ذكر الله تعالى من أجل العبادات وأعظم القربات ففيه راحة القلب وطمأنينة النفس ولا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال

قال ربنا سبحانه : { ألا بذكر الله تطمئن القلوب } ثم إن من أعظم الذكر دعاء الله سبحانه والتوسل إليه ومن أعظم الدعاء ما جاء في القرأن الكريم ومنه قول ربنا جل في علاه عندما وصف صنفين من الناس فقال سبحانه :

{ فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار }

وهذه الآيات لها سبب نزول جاء في الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : {كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف - يعني في الحج - فيقولون اللهم اجعله عام غيث وعام خصب وعام ولاد حسن لا يذكرون من أمر الآخرة شيئا فأنزل الله فيهم
{ فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق }

وكان يجئ بعدهم آخرون من المؤمنين فيقولون ومنهم { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } فأنزل الله { أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب }

ولهذا مدح من يسأله الدنيا والآخرة فقال : { ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار }

فلم يذم الله أصحاب الحال الأول لأنهم سألوا الله أمور الدنيا إنما ذم سبحانه وتعالى : من لا يسأله إلا في أمر دنياه وهو معرض عن أخراه فالمسلم الحق هو من كان عمله للآخرة ولم ينس نصيبه من الدنيا ولهذا فهو يقول

{ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } فجمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا وصرفت كل شر فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية ودار رحبة وزوجة حسنة ورزق واسع وعلم نافع وعمل صالح ومركب هنئ وثناء جميل إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين ولا منافاة بينها فإنه كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا
طبيب الدار
طبيب الدار
المراقب العام
المراقب العام

رقم العضوية : 4

عدد المساهمات : 596

نقاط : 957

تاريخ التسجيل : 07/03/2011

العمر : 48

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى