إنا لله وإنا إليه راجعون

السلام عليكم و رحمة الله
تضيع مني الكلمات وسط مشاعر الحزن التي تخيم على مصر كلها للكارثة المؤسفة التي شهدتها مدينة بورسعيد عقب مباراة المصري والأهلي والتي ادت إلى وفاة 73 شخصاً حتى الآن وإصابة المئات.

الصدمة التي لا يماثلها صدمة هي ما اصبت بها و انا اتابع علي الهواء مباشرة عملية قتل أكثر من سبعين شخصا من مشجعي الاهلي في استاذ بورسعيد

أقول انها عملية قتل .. لأنها لا يمكن وصف ما حدث الا بأنه جريمة قتل متعمد مع سبق الاصرار و الترصد ....

قد يكون توقيت هذا المقال يجيء بعد يومين من الصدمة و بعد ان تابعنا جميعا جلسة مجلس الشعب الطارئه التي انعقدت علي اثر هذه الكارثه الكرويه الجنائيه التي ليس لها مثيل في ملاعب العالم ....

جاءت مقولات و احاديث و خطب الساده اعضاء مجلس الشعب معبرة عن ارائنا و حزننا و صدمتنا و مدي مصيبتنا .... و قد يكون ما اتخذه المجلس من قرارات يقترب من الحد الادني من طموحنا في القصاص .... السريع و العادل

بالتأكيد شعب بورسعيد برئ من دم هؤلاء الشهداء .... و لكن هذا الدم سيظل معلقا في رقبة مدير امن بورسعيد و محافظها و قائد قوات الامن المركزي المسؤول عن تأمين الملعب و المدرجات ..... بصورة مباشرة ..

وزير الداخلية الذي حظي بسابقه لم يحظ بها وزير آخر في تاريخ مصر ... و هو توجيه اتهام رسمي بالتقصير من مجلس الشعب المصري ....

اعتقد ان الجميع سمع اطنانا من التحليلات و التعليقات و الخطب و العرائض حول ما حدث ..... لكن يظل الحل تائها .... و تظل قلوبنا داميه ... و يظل احساسنا بعدم الوصول الي طرف الخيط .... موجودا ...


الجدل الدائر الآن .. هل ما حدث مؤامره ؟ ... ام تقصير ؟

سأعفيكم من هذا الجدل .... و لكن لو قررنا ان نتحمل مسؤولتنا كمسؤولين .... و ان نفعل التنفيذ الصارم للقانون .... ساعتها هل سيكون هناك فرق بين ان ما حدث مؤامرة ام تقصير ..

بمعني ....

انه لو حدث و تم تقديم المسؤولين الميدانيين الثلاثه عن ما حدث ( المحافظ - مدير الامن - قائد قوات الامن المركزي ) ... و حصلوا علي احكام تتفاوت من الاعدام و حتي المؤبد ....

لو حدث ذلك .... هل يمكن ان نتخيل ان من يريد ان يتآمر ... سيتأمر ؟ ... و هل من يريد ان يقصر سوف يقصر .... ؟

فكروا في الامر ...

رحم الله شهداء بورسعيد ....

يرحمهم الله ....