زمــــــزم العـــمــــر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وما أتاكم الرسول فخذوه ,,

اذهب الى الأسفل

وما أتاكم الرسول فخذوه ,, Empty وما أتاكم الرسول فخذوه ,,

مُساهمة  عاشقة الدار الأحد أبريل 03, 2011 9:43 pm


وما آتاكم الرسول فخذوه:


ما معنى قوله تعالى {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.
أولاً هذا جزء من آية الحشر 7 التي تتحدث عن الفيء ومصارفه، يقول تعالى: {
مَا
أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ
وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ
السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ
وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
}. ثانياً: يقول تعالى {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} والإيتاء هو الإعطاء كما في قوله تعالى {وآتوا اليتامى أموالهم} وفي قوله {وآتوا النساء صدقاتهن نحلة}. وهو الإحضار كما في قوله تعالى {آتنا غداءنا} وفي قوله {آتوني زبر الحديد}. وهو الفعل كما في قوله تعالى {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم}.
وكلها تصب في مدار الآية أي في الفيء ومصارفه. ولذلك نرى أن خصوصية السياق
لاتسمح لنا بإطلاقه وتعميمه وسحبه على كل ما ورد في كتب الحديث. إلا أننا
من جانب آخر لا ننكر أن طاعة الرسول في أمور كالشعائر واجبة كطاعة الله
تماماً، لأنها تأتي مقترنة بها كما في قوله تعالى {وأطيعوا الله والرسول} وأن طاعته في حياته واجبة في كل الأمور.
من هذا الجانب، جانب طاعة الرسول الواجبة، أقول إن للرسول عموماً مهمة
أساسية أوكلها إليه الله سبحانه، هي تبليغ الرسالة الموحاة إليه بأوامرها
ونواهيها إلى الناس، بعد أن يقنعهم بصدق نبوته متسلحاً بما اصطفاه به ربه
من آيات بينات. ونلاحظ أن جميع الرسل قبل النبي العربي (ص)، كانت آياتهم
خارج الرسالات الموحاة إليهم. فإبراهيم كانت آيته النار وجعلها الله برداً
وسلاماً، وموسى كانت له تسع آيات عددها سبحانه في التنـزيل الحكيم، وعيسى
كانت آيته أنه ولد من أم دون أب، وأنه أحيا الموتى وشفى المرضى بإذن الله.
فكان الناس بعد أن يصدقوا نبوة النبي بمشاهدتهم لآياته، يطيعونه فيأخذون
ما آتاهم وينتهون عما نهاهم عن أخذه، صلوات الله عليهم أجمعين.
أما النبي العربي (ص) فكانت آية نبوته لأمر يريده الله، داخلة في ثنايا
الوحي الذي كلف بنقله وإعلانه وتبليغه للناس. أي أن التنزيل الحكيم الموحى
يضم بين دفتيه آيات النبوة ورسالة الرسول العربي محمد بن عبد الله (ص).
من هنا فقد كانت مهمة النبي محمد (ص)، هي تبليغ الناس الآيات الكونية،
وأخبار الخلق الأول التي تبرهن على أنه نبي، في ضوء ما يعرفه عنه قومه من
صدق وأمية، وهذا يفسر لنا إلى حد ما غياب الجانب التشريعي من أوامر ونواه
من الآيات المكية وظهورها واضحة في الآيات المدنية، وإن وجدت فهي أخلاقية
إنسانية المحتوى. تمهيداً بعد تصديق الناس لنبوته، أن يبدأ دور الرسول في
تبليغ الرسالة، وهذا كله نفهمه تماماً حين نفرق بين النبوة والرسالة،
فالنبوة تحتمل التصديق والتكذيب، أما الرسالة فتحتمل الطاعة والمعصية.

مضامين الرسالة


والرسالة تحتوي ثلاثة أنواع من التعليمات هي:
1 ـ الشعائر (شعائر الإيمان: إقامة الصلاة / إيتاء الزكاة / صوم رمضان/ إلخ).
2 ـ الأخلاق.
3 ـ التشريع (الشريعة وهي آيات الأحكام).

1- الشعائر:


أما شعائر الإيمان فقد تعلمناها من الرسول فعلياً لاقولياً، كما في قوله تعالى {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
النور 56. فقد ذكر سبحانه طاعة الرسول بعد ذكر الصلاة والزكاة، وهذا
يستلزم بالضرورة طاعة الرسول في الصلاة والزكاة حصراً ولا يعني الطاعة
المطلقة في كل شيء. علماً أن عناصر الصلاة موجودة في التنزيل الحكيم من
ركوع وسجود وقيام وقعود، وأوقاتها محددة من الفجر ودلوك الشمس (الظهر)
والغروب وزلفاً من الليل (العشاء) والعصر. وهذه السنة وصلتنا بالتواتر
الفعلي لا القولي، ولا فضل فيها للفقهاء والمحدثين، إذ لم يأت على
المؤمنين حين من الدهر توقفت فيه الصلاة ونسيها الناس، ثم جاء فقيه أو
محدث ليذكرهم بها. وقل مثل ذلك في الصوم والحج.
ولما كانت هذه الشعائر من أركان الإيمان، وكان الإيمان من خصائص الرسالة
المحمدية، وكان من يقيمها يثبت انتسابه إلى المؤمنين بالرسالة المحمدية،
فإن للرسول دوراً فيها. ومن هنا نرى أن طاعة الرسول واجبة في الشعائر،
كجزء ثابت من الرسالة على مر الأيام. ونرى أن حديثه (ص) إن صح: (من أحدث
في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) (صحيح بخاري 2499، صحيح مسلم 3242)، وأن
حديثه (ص) إن صح: (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) (النسائي 1560)،
يصبان في حقل الشعائر حتماً. لأن البدع والإبداع في هذا الحقل ضلالة ورد.
والإحداث في الحديث الأول يتضمن الإضافة والإنقاص، والابتداع في الحديث
الثاني يتضمن أيضاً الإضافة والإنقاص، ومن هنا نجده (ص) يحكم بالفَلاح على
الأعرابي الذي التزم بعدم زيادة شيء على ما شرحه النبي من التكاليف في
الخبر المشهور.
فإن قال قائل: فماذا ترى في حديث النبي: (من سنَّ في الإسلام سُنَّة حسنة
فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لاينقص من أجورهم شيئاً، ومن
سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لاينقص من
أوزارهم شيئاً) (صحيح مسلم 1691). أليست الزيادة، حسنة كانت أم سيئة، بدعة
والبدعة ضلالة؟. أقول: النبي (ص) هنا يتحدث عن السنن في الإسلام والزيادة
فيها، وليس في الشعائر (أركان الإيمان) والزيادة فيها. وأركان الإسلام
تختلف عن أركان الإيمان، فأركان الإسلام ثلاثة: الإيمان بالله، والإيمان
باليوم الآخر، والعمل الصالح. يقول تعالى:
- {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه} الزلزلة 7،8.
- {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِين} فصلت 33.
- {
وَمَنْ
عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ
} غافر 40.
- {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} آل عمران 134.
- {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًَا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} الأنفال 2.
- {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} البقرة 158
فباب الزيادة في الإيمان، والإبداع في العمل الصالح، مفتوح إلى يوم
القيامة، تماماً كما أن باب الزيادة في الكفر والعمل السيء مفتوح إلى يوم
القيامة. فكلما تطورت المجتمعات واختلفت شروط الزمان والمكان، تطورت أشكال
العمل الصالح وأنماطه، وولدت احتمالات لم تكن موجودة من قبل، إضافة إلى
الاحتمالات الموجودة القائمة. والباقيات الصالحات هي كل عمل ينفع الناس،
والاستزادة منها تطوعاً أمر مشكور عند الله تعالى، يعلمه فيثيب صاحبه.
فنحن نصلي كما رأيناه (ص) يصلي، ونحج كما رأيناه (ص) يحج، ونزكي كما
رأيناه (ص) يزكي، ونطيعه في كل ذلك طاعة متصلة في حياته وبعد مماته طاعة
غير مؤقتة، كطاعتنا لله الحي الباقي، بعيداً عن العنت والتزمت والإصر
والأغلال، وبعيداً عن تعقيدات تعد بالمئات عن نواقض الوضوء ومفسدات الصيام
ومبطلات الصلاة، هذه التعقيدات التي تملأ بنودها مئات الصفحات.

2 - الأخلاق:


أما الفرع الثاني من فروع الرسالة فهو الأخلاق. وهو منظومة القيم والمثل
العليا، التي خضعت للتراكم التاريخي ابتداء من نوح وانتهاء بمحمد (ص)،
والتي تأتي الوصايا على رأسها. ونلاحظ أن تسعة من أصل اثني عشر تحريماً في
التنزيل الحكيم جاءت في هذا الفرع من فروع الرسالة الثلاثة، الذي يضم
الفرقان كوصايا وكصراط مستقيم إضافة إلى المثل والقيم العليا الأخلاقية
الأخرى.
وتبدأ هذه الآيات في سورة الأنعام بقوله تعالى {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا }.
ونشعر ونحن أمام هذا الاستهلال، بأن الله تعالى يتوجه بالخطاب إلى كل من
آمن بالله من أهل الأرض بغض النظر عن ملته، ويعدد لهم ما حرم عليهم في كل
هذه الملل والرسالات، وهذه المحرمات هي:
1 - الشرك بالله: يقول تعالى:
ـ { أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا }. الأنعام 151
ـ {
إِنَّ
اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ
لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا
}. النساء 116.
ـ {

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا
يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا
}. النور 55.
2- بر الوالدين: يقول تعالى:
ـ { وبالوالدين إحساناً }. الأنعام 151.
ـ { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا }. العنكبوت 8.
ـ { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّااللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}. البقرة 83.
ـ { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }. الإسراء 23.
3- قتل الأولاد: ويقول تعالى:
ـ {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ }. الأنعام 151.
ـ {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ }. الإسراء 31.
4- الفواحش (الزنا واللواط والسحاق): يقول تعالى:
ـ { وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ }. الأنعام 151.
ـ { ولاتقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا }. النساء 32.
ـ {

وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا
سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ الْعَالَمِينَ * أَئِنَّكُمْ
لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي
نَادِيكُمْ الْمُنكَرَ
}. العنكبوت 28،29.
ـ {

وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا
عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي
الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ
لَهُنَّ سَبِيلًا
} النساء 15.
ـ { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن }. الأعراف 33.
5- قتل النفس بغير الحق: يقول تعالى:
ـ { وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ }. الأنعام 151، الإسراء 33.
ـ { من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً }. المائدة 32.
ـ { والذين لايدعون مع الله إلهاً آخر ولايقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولايزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما }. الفرقان 68.
6-البر باليتيم وعدم أخذ ماله: يقول تعالى:
ـ {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} الأنعام 152/ الإسراء 34.
ـ {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} الضحى 9.
ـ {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} النساء 2.
ـ {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} النساء 10

عاشقة الدار
عاشقة الدار
مديرة المنتدي
مديرة المنتدي

رقم العضوية : 1

عدد المساهمات : 2894

نقاط : 4635

تاريخ التسجيل : 06/03/2011

الموقع الموقع : مصر أم الدنيا


https://ashbiba.actieforum.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى