أخيراً مساواة المرأة بالرجل

أصابنى السرور والحبور عندما قرأت عن مشروع قانون يساوى بين المرأة والرجل، وسعدت أكثر عندما عرفت أن مقدم المشروع نائب سلفى بلدياتى من دمياط، ولكن سرعان ما صُدمت وعُدت إلى أرض الواقع عندما عرفت أنه قانون لمساواة الرجال والنساء فى الختان!! وبما أن ختان البنـت أهم -عند نائبنـا المحترم- من رغيف العيش وانتشــار المخدرات فى دمياط وموت أهلها من رش الموبيليا بالبوليستر وغياب الأمن وانهيار صناعة الأثاث وانتشار البلطجية والمتسولين فى محافظـة كانت يوماً ما يابان مصر، بما أن كل ما ذكرنــاه هو شئ هامشى بجانب أخطر قضيــة تواجه مصر وتؤرق مضجع النائب المحترم العفيف الشريف ألا وهى قضية هذه الجلـدة التى يناضلـون من أجل بترهـا ومستعــدون لبذل الغالى والرخيص ثمناً لإزالتهــا من جسد الغلبانة التى كل جريمتهــا أنها خُلقت أنثى!!

المذكرة الإيضاحية للقانون -التى قدمها النائب الخائف المرعوب على عفاف وشرف بناتنا- تقول: إن تجريم الختان كان من القوانين سيئة السمعة، التى كانت تُطبق أجندات خارجية دون مراعاة الموروثات الشعبية أو الشريعة الإسلامية، وأشار إلى أن تجريم الختان مخالف للشريعة وطالب بمساواة الرجل والمرأة فى الختان، وأن يتم منح المرأة حريتها فى الختان!!

أخيراً منحتم المرأة حريتها، أخيراً تفضلتم على المرأة التى تؤرق منامكم ولا أعرف لماذا؟ أتمنى أن يدلنى عاقل رشيد على السبب فى مشكلة هؤلاء مع المرأة لدرجة أن 99% من إسهال القوانين والحماس فى صياغتها والذود عن حياضها والاستشهاد فى سبيلها مصدره هاجس ووسواس المرأة، تخفيض سن زواجها حتى نسمح للطفلة بمضاجعة الشيخ الذى يكبرها بربع قرن بل والسماح له باستكمال مشواره الحميم بعد وفاتها!! حرمانها من أية متعة، فهى كيان حقير، من وجهة نظرهم، ولا تصدق ما يقولونه عن الجوهرة المصونة والدرة المكنونة، أريد أن أعرف من الأطباء النفسيين ما مشكلة هؤلاء مع النصف الأسفل من الجسد الإنسانى؟ نقول لهم الختان عادة أفريقية همجية لا تمت للدين بصلة يصرخون لا.. نموت نموت ويحيا الختان، نقول لهم لا يوجد فى كتب ومراجع الطب أى كلام عن هذه العملية البربرية، يصرخون العفة العفة.. الشرف الشرف، نقول لهم الشرف سلوك والرغبة فى المخ وإذا كنتم تريدون كبت الرغبة ودفنها فعليكم ببتر المخ، يقولون ببرود «يا ريت وماله أهو نستريح منها»!! نقول لهم لا يوجد ختان بنات أو خفاض فى السعودية فيردون «مالناش دعوة بالسعودية»!! نحاول إقناعهم بأنه تدمير لإنسانية البنت ونفسيتها فيقولون هى ناقصة عقل ودين وضلع أعوج وشيطان غواية ومشروع فتنة مزمنة ولا بد من وأدها جسدياً.