" كيف للرئيس أن ينام ؟! "
صفحة 1 من اصل 1
" كيف للرئيس أن ينام ؟! "
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
د. علاء الاسواني يكتب مقاله الأسبوعي بعنوان:
" كيف للرئيس أن ينام ؟! "
كانت الخطة محكمة ، اشترك في وضعها رئيس الحرس الجمهوري بالاشتراك مع ضباط كبار في الأمن الوطني . .
... تم حشد قوات أمن كثيفة أمام الاتحادية للايحاء بأن الرئيس مرسي موجود في القصر كما ضوعفت الحراسة على منزل الرئيس في الشرقية مما دفع الناس الى الاعتقاد بأن أسرة الرئيس في الداخل .
في نفس الوقت تم اصطحاب الرئيس وأسرته سرا الى فيللا من دورين في الساحل الشمالي . الغرض من اختيار الفيللا أنها مكان منعزل آمن وقريب من مطار العلمين وبذلك يستطيع الرئيس مغادرة البلاد على متن طائرة الرئاسة في أى لحظة اذا اضطرته الأحداث. خصص الدور الأول بالكامل لاقامة حرم الرئيس وأولادها بينما استقل الرئيس بالجناح العلوي. دخل الرئيس الى جناحه وهو مرهق .
كان قد أمضى يوما طويلا في اجتماعات لا تنتهى من أجل الاستعداد ليوم 30 يونيو حيث أكدت له الأجهزة الأمنية جميعا أن ملايين المصريين سينزلون الى الشوارع في كل المحافظات ليطالبوا بانتخابات رئاسية مبكرة . خلع الرئيس مرسي ثيابه وارتدى جلبابه الأبيض الذى ينام به وتوضأ وصلى العشاء ثم اتصل بمرشد الاخوان وتحدث معه ما يقرب من ساعة ، استعرضا معا الأوضاع الداخلية والخارجية وطلب منه المرشد اتخاذ قرارات محددة وخاف الرئيس أن ينسى فكتب ما قاله المرشد في ورقة وضعها بعناية بجوار السرير. أخيرا ، آن لمرسي أن يستريح فمد يده وأغلق نور الجناح ثم استلقى على جنبه الأيمن كعادته وقرأ بعض الأدعية وأغلق عينيه وبدأ شيئا فشيئا يستسلم للنعاس . بعد فترة لم يعرف مرسي ان كانت قصيرة أم طويلة انتبه على أصوات كالهمس تتردد في المكان . ظل مرسي مغمض العينين وحاول أن يتجاهل ما يسمعه لكن الهمسات ازدادت حتى انتبه مفزوعا ومد يده وأضاء النور فوجد مشهدا غريبا ، ظل يحدق لحظات وكأنه لايصدق . رأى مرسي مجموعة كبيرة من الأشخاص يحيطونه من كل جانب . كانوا جميعا من الشباب وقد ظهر على وجوههم تعبير واحد كأنهم اتفقوا على أدائه . ابتسامة تقترب من السخرية مع نظرة قوية يتفحصون بها مرسي . . تحول فزع مرسي الى ما يشبه الغضب فهب واقفا وصاح :
ــ من أنتم وكيف دخلتم الى هنا ..؟
ـــ اخفض صوتك . أنت أضعف من ان تصيح بهذه الطريقة
هكذا قال شاب في العشرينيات ، ضئيل الجسد شعره مصفف الى الوراء ويرتدى نظارة طبية . كان الشاب يقف في مواجهة مرسي وحوله زملاؤه . تطلع مرسي اليهم فلاحظ لأول مرة أن الشاب بالرغم من ابتسامته ونبرته الواثقة تنتشر على وجهه وجسده جروح شديدة ولاحظ أيضا أن الواقفين جميعا مصابون بطريقة ما .كلهم جباههم أو صدورهم مثقوبة في أكثر من موضع .كانت الثقوب جميعا كأنما أحدثتها رصاصات . بالرغم من اصاباتهم البالغة كانوا جميعا يبتسمون ويبدون في حالة مدهشة من الرضا .صاح مرسي من جديد :
ــ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . من أنتم .؟! .
نظروا لبعضهم البعض ثم تكلم الشاب الذى بدا عندئذ وكأنه يتحدث باسمهم :
ــ نحن مائة شهيد قتلتهم يا مرسي .
ــــ أنا لم أقتل أحدا
ـــ أنت الذى أعطيت أوامر بقتلنا لوزير الداخلية .
سكت مرسي لحظة ثم قال بصوت مختنق :
ــــ أنا لم آمر الوزير بالقتل . البلد في حالة الفوضى وقد أفتى علماء دين ثقات بأن الشرع يسمح باجراءات حازمة من اجل استعادة الأمن
ابتسم الشاب وقال :
ــ يامرسي نحن نعرف ديننا أفضل منك وهو يحرم قتل الأبرياء . أنت لم تستشر أحدا سوى مرشد الاخوان الذى تنفذ أوامره . سوف يحاسبك الله على قتلنا ولن ينفعك مرشد الاخوان يوم القيامة حاول مرسي أن يتكلم لكن الشاب أشار بيده المجروحة وقال :
ــ نحن لم نأت لكى نسمع كلامك الفارغ .كل واحد فينا شاهد على جرائمك . هل تعرفني يا مرسي ؟
لم يرد مرسي فاستطرد الشاب قائلا :
ــ اسمي محمد نبيل عبد العزيز الجندي .كنت أعمل مرشدا سياحيا . اشتركت في الثورة وتم القبض على في يوم 25 يناير الماضى . صاح الضابط في وجهي ان أمي عاهرة فرددت عليه قائلا : لا أسمح لك أن تمس أمي بكلمة واحدة .غضب الضابط وأرسلني الى معسكر الأمن المركزى في الجبل الأحمر وقال للمخبرين : لا أريد أن أراه مرة أخرى .. تعرضت للتعذيب البشع حتى استشهدت ثم ألقيتم بي أمام سيارة وكذبتم يا مرسي فقلتم اننى مت في حادثة.كل هؤلاء زملائي الشهداء كريستي وجيكا والحسيني و الآخرون ..أنت قتلتنا جميعا .دمنا في رقبتك يامرسي .
ــ ماذا تريدون مني ؟
هكذا صاح مرسي بصوت متقطع .. أجاب الشاب وهو محتفظ بهدوئه :
ــ طبعا عارف أن أيامك في الحكم معدودة
ـــ مستحيل . أنا رئيس منتخب لابد أن أكمل مدتي القانونية
قال الجندي بنبرة متحدية :
ــ أنت فقدت شرعيتك مرتين يامرسي . أولا بالاعلان الاستبدادي الذى دهست فيه الدستور والقانون . ثانيا بالجرائم التى ارتكبتها . أى رئيس يقتل شعبه يفقد شرعيته . يوم 30 يونيو سينزل ملايين المصريين ليجبروك على التنحى واجراء انتخابات مبكرة .
ــ لايملك أحد اجباري على ترك الحكم
ـــ أنت تعاند الشعب مثلما عانده مبارك وقريبا ستلقى نفس مصيره
صاح مرسي :
ــ أنا غير مبارك .الشعب يحبني ويؤيدني كما يظهر في كل المناسبات .
تعالت ضحكات الشهداء وقال الجندي :
ـ أين الشعب الذى يحبك ؟ 15 مليون مصري وقعوا على حملة تمرد وسحبوا الثقة منك . أنت تحشد أتباعك في الأوتوبيسات ليهتفوا لك أمام الكاميرات .ألا تخجل من تكرار نفس المسرحيات السخيفة التى كان مبارك يعملها .اذا كان الشعب يحبك فلماذا أنت مختبيء هنا ..؟!.
ــ أنا لست مختبئا .هذه اجراءات أمن حتى أحبط مؤامرات فلول النظام السابق .
ــ كف عن ترديد هذه الخزعبلات. هل تخدع نفسك أم تخدعنا ؟. الفلول أنت تحالفت معهم وقد خرج معظمهم من السجن برعايتك بينما الثوار تلقى بهم في السجون .الشعب أصبح يكرهك يامرسي ويكره الاخوان . الشعب اكتشف حقيقتكم يا تجار الدين
ــــ احترم نفسك .
ـــ لو كنت احترمت وعودك لكنا احترمناك . اسمع يامرسي . لم نأت هنا لنخلعك . هذا ليس دورنا . الشعب هو الذى سيخلعك من السلطة . نحن جميعا ضحاياك سوف نشهد عليك يوم القيامة وسيعاقبك الله عقابا شديدا جزاءا عادلا على جرائمك ..
ــ اسكت . انصرفوا من هنا .. لا أريد أن أراكم
قال محمد الجندي :
ــ لن نفارقك أبدا يا مرسي . نحن عقابك في الدنيا عن الجرائم التى ارتكبتها . ستظل دائما ترى أدمغتنا المثقوبة بالرصاص وصدورنا الممزقة وجلودنا المنزوعة من أثر التعذيب . سوف تظل تستمع في كل لحظة الى عويل الأمهات اللاتي قتلت أبنائهن والى صرخات ضحاياك وهم يعذبون في سجونك . .
كأنما كانت هذه اشارة فانطلقت صرخات مروعة وآهات وتوسلات . وضع مرسي يديه على أذنيه وراح يصيح :
ــ اسكتوا . اسكتوا .
قال الجندي بانفعال :
ـــ. انظر الى هؤلاء الشباب وما فعلته بهم . انظر الى صدورهم وأدمغتهم المثقوبة بالرصاص الذى أمرت باطلاقه عليهم .
ــ كفاية . اسكت .
ــــ لن نسكت أبدا يامرسي . سنصاحبك ما تبقى من عمرك .ستستمع الى صرخات ضحاياك الذين صعقهم رجالك بالكهرباء واغتصبوهم . لن تنقطع عن سمعك صرخات المعذبين لحظة واحدة .
ــ هذا جنون . أنا لا أسمح لك أبدا .فاهم ..؟!
هذه المرة كان صوت مرسي مرتفعا للدرجة التى جعلت ضابط الحراسة يدق الباب ويدخل مسرعا وقد أشهر مسدسه .. تطلع في أنحاء المكان ثم قال :
ــ خير يافندم .
نظر مرسي اليه وقال :
ــ هناك أشخاص تسللوا الى الجناح .. اقبض عليهم .
تطلع الضابط حوله وقال بدهشة :
ــ سيادة الرئيس لا يوجد أحد في المكان الا سيادتك .اجراءات التأمين كاملة ومحكمة
ارتفعت ضحكات ساخرة من الشهداء وقال محمد الجندي :
ــ يامرسي جزء من عقابك ألا يرانا أحد سواك . ان لم تسكت سوف يظن الضابط أنك تعاني من هلاوس .
انتزع مرسي ابتسامة وقال للضابط :
ـــ أشكرك . يبدو أننى مرهق . سأحاول النوم .
أدى الضابط التحية العسكرية وخرج وما أن أغلق الباب حتى ارتفعت صرخات المعذبين
من جديد . صرخات حادة تنم عن الآم لا تطاق أعقبتها استغاثات ثم بدأ مرسي يستمع الى أصوات متوسلة وجمل منكسرة " حرام عليكم . أبوس يدك ياباشا ارحمني " . ماتعذبونيش أنا انسان لي كرامة" " أبوس ايديكم ما تعملوش فيا كده .موتوني أحسن ". استمر الصراخ وراح الشهداء يطوفون حول مرسي بلا انقطاع وهم يشيرون الى أجسادهم الممزقة وأدمغتهم المثقوبة بالرصاص ..
ـ انتفض مرسي ووضع يديه على أذنيه وصرخ :
ــ ماذا تريدون مني ..؟!. اتركوني . اتركوني ـ
بدا وكأنه فقد أعصابه تماما . ضغط على الجرس بقوة فهرع اليه الضابط وقد بدا عليه القلق . تردد مرسي قليلا وقال :
ــ استدع الطبيب فورا
انطلق الضابط وعاد بالطبيب الذى بدا وكأنه استيقظ لتوه من النوم . لم يتوقف الشهداء عن الدوران حول مرسي واستعراض جروحهم ولم يتوقف الصراخ . صاح مرسي :
ــ يادكتور أريد منوم قوى .أرجوك لاتتركني حتى أنام .
ارتبك الطبيب قليلا ثم أخرج من حقيبته حبة مثلثة وأعطاها لمرسي الذى تناولها بسرعة ورشف من كوب ماء . لكن شيئا لم يتغير .استمر مرسي يرى الشهداء ويستمع الى صراخ الضحايا. بعد أقل من دقيقة صاح مرسي من جديد :
ــ يادكتور الحبة ليست فعالة . اعطنى حقنة . لازم أنام فورا . لا أريد أن أسمع شيئا ولا أن أرى شيئا . .
تردد الطبيب ثم هز رأسه وأخرج الحقنة من حقيبته .طلب من مرسي أن يستلقى على جنبه وأعطاه الحقنة في العضل .
أغمض مرسي عينيه لكنه ظل يرى أجساد الشهداء ويستمع الى صرخات المعذبين .كيف لمرسي أن ينام ..؟!
الديمقراطية هي الحل
مواضيع مماثلة
» نص الاعلان الدستوري الاخير للرئيس مرسي
» أذربيجان تزيل تمثالاً للرئيس المصري المخلوع من أحد ميادين العاصمة
» مبارك من بــــني آدم .. إلــي فرعــــون !
» أذربيجان تزيل تمثالاً للرئيس المصري المخلوع من أحد ميادين العاصمة
» مبارك من بــــني آدم .. إلــي فرعــــون !
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى