الأدب... في اللغة والثقافة
صفحة 1 من اصل 1
الأدب... في اللغة والثقافة
الأدب... في اللغة والثقافة
نبدأ بالكلمة من حيث هي في المعجم أولاً، ودليلنا المعجم الوجيز الصادر عن مجمع اللغة العربية طبعة 1413 هـ-1993م ص 9 نقرأ: "أَدَب" القوم أَدْبًا: دعاهم إلى مَأْدُبَتِه. وأَدَبَ فلانًا: أي رَاضَهُ على محاسن الأخلاق والعادات. الأَدَب: رياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي".
إذن فنحن أمام معنيين أوليين لكلمة الأدب: المأدبة للطعام، ثم المعنى الآخر حسن الخلق فقد قال الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم: "أَدَّبَني ربي فأَحْسَنَ تأديبي"، ثم إذا دخلنا إلى الأدب بالمعنى الذي نريده وجدناه أيضًا على معنيين:
"جملة ما ينبغي لذي الصناعة أو الفن أن يتمسك به كأدب القاضي وأدب الكاتب، والجميل من النظم والنثر".
حين نخصص نجد أن الأدب قواعد وطرق تنظيم أي عمل على نحوه الصحيح، إن هذا المعنى يجعل الأدب داخلاً في كل الأعمال ومناحي الحياة، بل إنه يزاوج ويقارب مقاربة شديدة ما بين الأدباء والثقافة.
والأدب الذي نريده بالتحديد: "الجميل من النظم والنثر"؛ ثلاث كلمات وحرف جر وحرف عطف ذلك تعريف الأدب، ذلك الذي تحتويه ملايين الكتب العربية منذ مئات السنين وبلايين الكتب في مختلف أنحاء العالم؛ سنتوقف لدى الكلمات الثلاث ولن نوفيها حقها. ولنبدأ الأسئلة.
هل الجميل هذه تعني جمال المعنى؟
بمعنى: هل الأدب كل معنى جميل من الكلام؟، وبالتالي يخرج عن دائرة الأدب كل كلام قبيح يهدم القيم والمبادئ والأديان قبلهما ولا يبني.
وكلمة "…من النظم؟" تعني أن الأدب ليس مضمونًا فقط، بل لابد أن يتقيد بشكل يحفظ ذلك المضمون تمامًا كما يحفظ الوعاء الماء أو الشراب، وللأدب أوعية: النظم الذي يساوي الشعر.
و"النثر" الذي يساوي ما غير الشعر، ويدخل تحت باب الأدب، أما لماذا قلنا هذا؟ لأن النثر كثير؛ عرفت العرب الحكاية الشعبية، ثم المقامة، ثم الرواية فالقصة القصيرة، فالأهزوجة على اختلاف في التواريخ.
معاني الأدب عبر العصور:
تعودنا أثناء توقفنا أمام أي لفظ في العربية سواء كنا ندرسه أم نتذوقه أن نجد له معنيين، اللغوي ذلك الذي فرغنا منه ومن أسئلته، المصطلحي أي ما اصطلح الناس على فهمه به، سواء اقتربوا من المعنى اللغوي أم ابتعدوا، وللحقيقة فإن كلمات "أدب .. إبداع .. ثقافة" أوسع الكلمات اختلافًا على مدار البشرية.
نعود:
يقول الله تعالى:" ألم تر كيف ضَرَبَ اللهُ مثلا كَلِمَةً طيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثَابِتٌ وَفَرْعُها في السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها …"
إن هذه الكلمات تعلمنا أن الأدب في أسمى معانيه الكلمة الحلوة تمتد يحبها كل مستمع.. قارئ في الحياة، وتبقى بعد صاحبها حتى بعد مماته:
والخَطُّ يَبْقَى قُرونًا بَعْدَ كاتِبِهِ = وَصاحِبُ الخَطِّ في التُّرابِ مَدْفُونُ
في إطار هذا المعنى سنجد كلمات برناردشو تعرف الأدب بأنه: تلك الكلمات التي ما أن تفرغ من قراءتها حتى تستشعر أنك أكثر عظمة ونبلاً، وقدرة على التواصل مع الحياة بصورة أروع مما كنت قبل قراءتها، ومعنا قبل تعبير شو قول الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِنَ البَيانِ لَسِحْرًا، وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَة".
مواضيع مماثلة
» الأدب في التراث الصوفي
» عالم الأدب الشعبي العجيب
» ..بلاغ ضد "إسماعيل" لوصفه الشعب المصرى بأنه "قليل الأدب"
» اللغة العربية
» من جميل اللغة العربية فى القرأن ... الفرق بين كلمتى ( الحية ) و( الثعبان)
» عالم الأدب الشعبي العجيب
» ..بلاغ ضد "إسماعيل" لوصفه الشعب المصرى بأنه "قليل الأدب"
» اللغة العربية
» من جميل اللغة العربية فى القرأن ... الفرق بين كلمتى ( الحية ) و( الثعبان)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى