تغيير المزاج

خلف الشبلي الخميس أغسطس 02, 2018 12:18 am

بالامس طلعت من البيت عصرا قاصدا مقر العمل رغم شح الشغل وانعدامه لكن ذهابي للترفيه عن النفس وتغيير جو وهواء واشكال بشر وانحرفت يمينا بسيارتي فتجاوزت مستشفى الولاده مسقط راس الاجيال القادمة فروخ الموبايلات والايباد يمكن يطلع شيء اخر ربنا يعلم فلماتعديته انبسط الشارع لي وتوسع وكانه يبتسم لي ويفتح لي ذراعيه الاسودين كانه مذارع ...........مضرب مثل قبل خمسون عاما كانوا يتداولون اسمها فانشرحت نفسي لهذه الوضعية التي استقبلني بها الطريق الممتد لمقري فقطعت هذه المسافه وانا سعيد لان السعادة ليست بالمال والجمال والعزوة والجاه السعادة ابسط من ذلك بكثير فهي لقطة نور وامل نشعر بها بلحظة ما لايتخللها حزن اوالم فوصلت الاشارة الاولى بهذا الطريق المعتدل لي في ذلك اليوم فوقفت عند الاشارة ملتزما بنظام المرور مع ان الكثيرين يقطعون الاشارة متعمدين حيث لاتوجد دوريات المرور لحراسة الاشارة من التجاوز ولمااضاءت الخضراء لون شمر حركت الموتر فانطلقت بطريق اخر فتغير مزاجي وراحت السعادة التي كانت تغمرني فركب الموتر على الطريق الذي يوصلني للمكتب وكنت اكلم نفسي وامنيها الاماني العراض فنظرت يميني واذا انا بمنتصف المقبرة احدهم من يسار فسلمت عليهم وتركت كل امنية ومشروع وتذكرت الموت ورجعت لنفسي اسالها عن اوضاع هؤلاء الراقدون تحت الثرى نسال الله لهم المغفرة والرحمة وان يجعل قبورهم رياض من الجنة فعدت لنفسي واذا بها قد تخلصت من كل طمع اوكره لاحد اوحسد صارت نفسا صافيه شفافة فاوقفت سيارتي بالموقف المظلل ونزلت الى المكتب الواقع بالدور الثاني من البناية ففتحت الباب فجاءة على حضرة الزول واذا هو صاير مقسم منهمك بالاتصالات ومغلق الباب عليه وعيونه حمراء فسلمت وجلست امامه احدق فيه فاستحا واغلق الجوال وقلت له اماتشتغل عندي اوعند السنيورة القرنفله فابتسم وسكت بالمناسبة السودانيين ينطقون حرف السين زين مثلا اسعد ينطقونه ازعد معلومه لكم
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لااله الا انت استغفرك واتوب اليك

بقلم

الاستاز