زمــــــزم العـــمــــر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

زعيم القاعدة الجديد يتوعد بالثأر ل "بن لادن"

اذهب الى الأسفل

زعيم القاعدة الجديد يتوعد بالثأر ل "بن لادن" Empty زعيم القاعدة الجديد يتوعد بالثأر ل "بن لادن"

مُساهمة  المهذب الأربعاء يونيو 22, 2011 11:06 pm

زعيم القاعدة الجديد يتوعد بالثأر ل "بن لادن"
الظواهري قهر السوفيت وتحدي الأمريكان


تقرير يكتبه : جمال عبدالرحيم


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

اختيار الدكتور أيمن الظواهري زعيماً لتنظيم القاعدة لم يكن مفاجأة بل كان متوقعاً منذ اغتيال أسامة بن لادن علي أيدي القوات الأمريكية في مطلع شهر مايو الماضي.. وبالرغم من ذلك فقد جاء تنصيبه لزعامة التنظيم بمثابة بشري غير سارة للولايات المتحدة الأمريكية لأنها تعلم تماماً أنه كان القائد الفعلي للتنظيم والمخطط والمحرض الأول علي ضرب مصالحها في الداخل والخارج وهو ما أكدته مخابراتها المركزية أكثر من مرة بأنه القائد الفعلي للتنظيم والأخطر علي مصالحها بينما بن لادن هو الواجهة فقط..قبل اختياره لزعامة التنظيم بأيام قليلة بالتحديد يوم 7 يونيه الجاري توعد الظواهري - في تسجيل مصور بثته مواقع إلكترونية إسلامية - الولايات المتحدة الأمريكية وذكر أنها سوف تندم علي قتلها لزعيم التنظيم أسامة بن لادن وسرد ما تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية من خسائر جراء هجمات متتالية من تنظيم القاعدة التي بدأت بهجوم الحادي عشر من سبتمبر وما تمثله من هزيمة معنوية ثم انسحابها من العراق بعد أن منيت بخسائر فادحة.. وكرر الظواهري وعيد بن لادن لأمريكا بأنها.. لن تهنأ بالأمن قبل أن يهنأ به إخواننا في فلسطين.
مما لاشك فيه أن الدكتور أيمن الظواهري تحول إلي ظاهرة في العقود الماضية واعتبرته أجهزة الاستخبارات الأمريكية الأكثر خطراً علي الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها في الخارج بعد انهيار القوة العظمي الثانية "الاتحاد السوفيتي" ووصفته بأنه القائد الحقيقي لتنظيم القاعدة العالمي.. تناقلت أخباره وكالات الأنباء العالمية والصحف الشهيرة والمحطات الفضائية وشبكات الإنترنت واحتلت صوره أغلفة المجلات الكبري وشاشات التليفزيونات وأجهزة الكمبيوتر.. رصدت الإدارة الأمريكية 25 مليون دولار لمن يقدم لها رأسه حياً أو ميتاً.
ساهمت البيئة الدينية والثقافية التي نشأ فيها أيمن الظواهري في اهتمامه بالقراءة والاطلاع وما يدور حوله من أحداث منذ طفولته.. فالكتب الدينية كانت متوفرة بمكتبة جده الشيخ الأحمدي الظواهري أحد مشايخ الأزهر المعروفين .. والكتب الثقافية والأدبية متوفرة بمكتبة جده لأمه الدكتور عبدالوهاب باشا عزام الذي عمل رئيساً لجامعة القاهرة قبل توليه منصب سفير مصر بباكستان والسعودية واليمن.
تعتبر حادثة القبض علي الشيخ سيد قطب والحكم بإعدامه عام 1966 وراء تشكيل النواة الأولي لفكر الظواهري وهو مازال طالباً بالمرحلة الثانوية.. قرأ كتاباته وتأثر بها وصاغ من مبادئها فكره ووسائل التغيير التي انتهجها. خاصة كتاب "في ظلال القرآن" الذي تناول فيه تفسير القرآن الكريم من خلال خواطر استشعرها أثناء سجنه وكذلك كتاب "معالم علي الطريق".
أعجب الظواهري بأفكار قطب الخاصة بقضية التوحيد في الإسلام والتي أكد فيها أن المعركة بين الإسلام وأعدائه هي في الأصل معركة عقائدية حول قضية التوحيد أو حول لمن يكون الحكم والسلطان.. لمنهج الله وشرعه أم للمناهج الأرضية والمبادئ المادية أو لمدعي الوساطة بين الخالق وخلقه؟.
تلاقت أفكار الظواهري مع أفكار زملاء له بمدرسة المعادي الثانوية وأسسوا تنظيماً سرياً عام ..1966 ساهمت هزيمة يونيو 1967 في تعزيز اقتناع أعضاء التنظيم بضرورة العمل من أجل التغيير وشاركوا في المظاهرات التي كانت تجتاح الجامعات والمناطق العمالية في ذلك الوقت تنديداً بالنكسة وتمكنوا من ضم وتجنيد أعضاء جدد إلي تنظيمهم السري.
رغم أن الظواهري لم يشارك في حادث اغتيال السادات في 6 أكتوبر عام 1981 إلا أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض عليه وتم إحالته إلي محكمة أمن الدولة العليا "طوارئ" في قضية الجهاد الكبري وجاء اسمه رقم "113" في قائمة المتهمين وتم معاقبته بالحبس ثلاث سنوات بسبب حيازته لسلاح بدون ترخيص بينما برأته من الاتهامات الأخري ومن الاتفاق الجنائي وتولي إدارة تنظيم سري غير مشروع.. وأثناء محاكمة المتهمين ظهرت براعة الظواهري في الخطابة أمام وسائل الإعلام.
عقب الإفراج عنه في قضية اغتيال السادات بالتحديد في أوائل عام 1985 سافر الظواهري إلي السعودية والتحق بالعمل بمستوصف ابن النفيس الطبي بجدة.. استغل فرصة سفر قافلة طبية اغاثية من المملكة العربية السعودية إلي الأرضي الباكستانية والأفغانية للمشاركة في علاج المصابين الأفغان نتيجة للحرب المشتعلة هناك مع القوات الغازية السوفيتية التحق فور وصوله لمستشفي الهلال الأحمر الكويتي بمدينة بيشاور الباكستانية وتنقل بين المستشفيات الميدانية بجهات القتال داخل الأراضي الأفغانية.. تعرف الظواهري علي الشيخ عبدالله عزام بعد أن علم الأخير بدوره الكبير في عمليات الإغاثة وعلاج المصابين من المجاهدين الأفغان وأثني عليه وقدمه إلي أسامة بن لادن وكان ذلك في نهاية عام ..1986 توطدت علاقة بن لادن والظواهري وتحولت إلي صداقة إنسانية قوية ولقن الظواهري صديقه بن لادن فكر الجهاد وسيطر عليه فكرياً واستطاع أن يحدث تحولات جذرية واستراتيجية في فكره وحوله من داعية سلفي يهتم بأمور الاغاثة إلي مقاتل جهادي يعني بأحكام الجهاد ضد الكفرة والملحدين.
الظواهري يتحدي أمريكا
يعتقد الكثيرون ان أسامة بن لادن وراء تحريض الظواهري علي مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وإقناعه بتأسيس "الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" والتي كان من نتائجها المباشرة تفجير السفارتين الأمريكيتين بنيروبي ودار السلام والمدمرة الأمريكية العملاقة "كول" باليمن قبل أحداث سبتمبر الشهيرة عندما أمطرت السماء طائرات فوق واشنطن ونيويورك.. وأعتقد ان بن لادن برئ من ذلك لأن الظواهري هو الذي أحدث تحولات جذرية واستراتيجية في فكر بن لادن منذ أول لقاء جمعهما سوياً بمدينة بيشاور الباكستانية في منتصف عام 1986 وحوله من داعية سلفي يهتم بأمور الإغاثة إلي مقاتل جهادي يحمل السلاح ويتقدم صفوف المقاتلين ويختبئ في الكهوف والخنادق.
لم يكتف الظواهري بذلك بل أقنع صديقه بن لادن بضرورة الاستفادة من الحرب الأفغانية السوفيتية وأشار إليه بإنشاء تنظيم القاعدة حتي يكون لهما جيش يستخدم في أي حرب يريدان شنها داخل أي دولة في العالم وقدم له أعوانه ليكونوا قيادات للتنظيم أي أنه كان وراء العدل المستحكم لبن لادن تجاه أمريكا.
ويمكن القول إن الظواهري هو الذي زرع الحقد والكراهية في قلب بن لادن ضد الولايات المتحدة الأمريكية وحرضه علي ضرب مصالحها في الداخل والخارج.
وإذا كان بن لادن قد تزعم تنظيم القاعدة قبل ان يترأس الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين فإن ذلك يرجع إلي امتلاكه ملايين الدولارات التي كان ينفقها علي أعضاء التنظيم وبناء المعسكرات والملاجئ وبناء المستشفيات وخلافه علاوة علي براعته الإعلامية وإثارة مشاعر الشعوب العربية والاسلامية.
أما الظواهري فكان هو الزعيم الفعلي لتنظيم القاعدة والمخطط والمحرض الأول علي ضرب المصالح الأمريكية وهو ما أكدته المخابرات الأمريكية أكثر من مرة بأن الظواهري القائد الحقيقي لتنظيم القاعدة وأنه الأخطر علي الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها في الخارج بينما بن لادن هو الواجهة فقط.
ويعتقد الكثيرون كذلك ان تأسيس الظواهري مع صديقه بن لادن للجبهة الاسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين عام 1998 هو بداية تحول فكر الظواهري لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وضرب مصالحها في الداخل والخارج ولكن المتابع للأحداث يري ان الظواهري كان قد توعد أمريكا بارتكاب عمليات مسلحة ضدها وضرب مصالحها وقتل أبنائها قبل تأسيس الجبهة بعدة أشهر وبالتحديد في شهر نوفمبر 1997 من خلال بيان له تضمنته نشرة "المجاهدون" التي تصدرها جماعة الجهاد التي يتولي قيادتها تحت عنوان "أمريكا ووهم القوة" رداً علي ما جاء في لائحة الخارجية الأمريكية عن الحركات الارهابية في العالم وبينها الجماعة الاسلامية وجماعة الجهاد المصريتان علاوة علي تنظيم القاعدة.
ذكر الظواهري الأمريكيين بالدرس المؤلم الذي أخذته الولايات المتحدة الأمريكية في فيتنام وانسحابها من لبنان بعد تفجير مقر جنود المارينز والحشد الهائل الذي ساقته أمامها قبل ان تحارب العراق والانسحاب المهين لها من الصومال.
وأضاف: تناست الولايات المتحدة الأمريكية كل هذا وهي تتحرش بالأمة المسلمة في البوسنة والجزائر ومصر وفلسطين والجزيرة العربية وكشمير والسودان واليمن ولبنان وإمارات الخليج ففي كل موقع لها جريمة مارستها بأيديها أو بأيدي عملائها.. واندفعت في هذا الطريق يسوقها الحقد اليهودي الأعمي ضد الاسلام ويسوقها ميراثها الصليبي الحاقد علي المسلمين فأمريكا الآن في قبضة اليهود تماماً إعلامها وانتخاباتها واقتصادها وسياستها والمعلن للجميع من التصرفات الأمريكية يجد ان الأمر قد خرج عن حد التحالف السياسي مع اسرائيل إلي درجة خدمة المصالح الاسرائيلية حتي لو تضررت مصالح أمريكا.
وأضاف: الولايات المتحدة الأمريكية تدرك أكثر من غيرها أنها تجلب بذلك الخراب علي نفسها فالأمريكان أنفسهم اعترفوا بنصف الحقيقة حينما قالوا ان عدو أمريكا الأول هو التطرف الاسلامي ولكنهم أخفوا النصف الثاني هو ان دمار أمريكا سيكون ان شاء الله تعالي علي يد المسلمين فهذا هو حكم السنن الربانية وذلك هو قانون العقوبات الإلهية.
وذكر نحن نعرف جيداً نقاط الضعف عند أمريكا.. ان مقتل اليهود هو إرسال جثثهم إليهم وإذا كانوا يقصفوننا بأطنان المتفجرات ويفتكون بالقنابل العنقودية لحم أطفالنا ويشوون بالقذائف الفسفورية أجساد أبنائنا فيجب علينا ان نقذف في وجوههم بلحم أبنائهم مفروماً مشوياً يجب ان تدفع أمريكا الثمن ويجب ان تدفعه غالياً.. وإذا كنا أمة الشهادة كما ندعي فكل الذي نحتاجه هو شجاعة القلب وإرادة القتال والصدق فيما ندعيه من حب الموت في سبيل الله هذا هو مفتاح نصرنا وبداية هزيمتهم وإذا أردتم ان تعيشوا أحراراً وتموتوا كراماً وتبعثوا شهداء فأمامكم الطريق واضح لا لبس فيه فأين رجاله؟
هذا ما ذكره الظواهري.. هذا ما توعد به الظواهري.. هذا ما حرض عليه الظواهري.. كل ذلك قبل تأسيس جبهته مع بن لادن بشهور عديدة "بدون تعليق".
الجبهة العالمية
في 23 فبراير عام 1998 فوجئ العالم بالظواهري وبن لادن يعلنان من مدينة بيشاور الباكستانية عن تأسيس الجبهة الاسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين.
تضمن بيان تأسيس الجبهة ان من واجب كل مسلم قتل الأمريكيين وحلفائهم عسكريين كانوا أو مدنيين حيثما أمكن ذلك ويسري هذا حتي يحرر المسجد الأقصي والمسجد الحرام من قبضتهم الحديدية وحتي تخرج الجيوش الأمريكية من كل الدول العربية والاسلامية ليكونوا غير قادرين علي تهديد أي مسلم.
وتزامن الاعلان عن تشكيل الجبهة مع قصف أمريكي لمدن عراقية فقد لعب علي وتر الشعور الشعبي المعادي للأمريكيين في قضيتي العراق وفلسطين وجاء في البيان: "علي الرغم من الدمار الكبير الذي حل بالشعب العراقي علي يد التحالف الصليبي اليهودي وعلي رغم من العدد الفظيع من القتلي الذين تجاوزوا المليون يحاول الأمريكيون مرة أخري معاودة هذه المجزرة المروعة وكأنهم لم يكتفوا بالحصار الطويل بعد الحرب العنيفة ولا بالتمزيق والتدمير فها هم يأتون اليوم ليبيدوا بقية هذا الشعب ويذلوا جيرانه من المسلمين.. وإذا كانت أهداف الأمريكان من هذه الحروب دينية واقتصادية. فإنها كذلك تأتي لخدمة دويلة اليهود. بصرف النظر عن احتلالها لبيت لمقدس وقتلها للمسلمين.. كل تلك الجرائم والبوائق هي من الأمريكان إعلان صريح للحرب علي الله ورسوله وعلي المسلمين.. وان العلماء أجمعوا عبر جميع العصور علي أن الجهاد فرض عين إذا دهم العدو بلاد المسلمين".
وفي 17 مايو عام ..1998 أصدرت الجبهة بياناً حمل عنوان "جراح المسجد الأقصي" تحدث عن ذكري نكبة فلسطين وقال: "إن معالم التحالف اليهودي الأمريكي الصليبي الذي تقوده أمريكا وإسرائيل بشكل صارخ واضح. ومن مظاهر هذا التحالف. حرص أمريكا من خلال نائب رئيسها علي حضور الاحتفالات التي أقامها اليهود في مناسبة مرور خمسين عاماً علي احتلالهم الظالم للبلاد المقدسة".
وجاء في البيان: "إن تأسيس الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين" خطوة في طريق الاستجابة الشديدة المطلوبة الذي تشهده الأمة منذ عقود".
وأجاب بن لادن والظواهري في بيان حمل توقيع "المكتب الاعلامي للجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" عن السؤال: لماذا يتم استهداف المصالح الأمريكية؟ قال البيان: "إن السبب الوحيد الذي يدفع شباب الإسلام الأطهار لتعريض أنفسهم الزكية للقتل وهم يسعون لضرب الأهداف الأمريكية ليس سوي الظلم الذي مارسته الحكومة الأمريكية علي شعوب الإسلام ومكنت اليهود من احتلال بيت المقدس".
شارك العديد من كوادر وقيادات تنظيم القاعدة بن لادن والظواهري في تأسيس "الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين" جاء علي رأسهم أبوحفص المصري.. ونصر فهمي حسنين وطارق أنور سيد أحمد ومحمد إبراهيم المكاوي "سيف العدل المدني" وعبدالعزيز موسي الجمل علاوة علي رفاعي أحمد طه "أمير تنظيم الجماعة الإسلامية" إلا أنه عاد وسحب توقيعه تحت ضغوط من أعضاء تنظيمه بعد أربعة أشهر من الإعلان... ولاقي انضمام الظواهري إلي بن لادن في تأسيس الجبهة معارضة شديدة من بعض أعوانه وكوادر تنظيم "الجهاد" خاصة اللاجئين في بعض الدول الأوروبية حول جدوي الدخول في مواجهة ضد الولايات المتحدة الأمريكية. واعترضوا علي خطة التحالف مع بن لادن بزعم أن توسيع العمليات ضد الأهداف الأمريكية قد يؤدي إلي مخاطر غير محسوبة علي "جماعة الجهاد" في الوقت الذي أصر فيه الظواهري علي أن محاربة رأس الكفر "أمريكا" واجب شرعي.
تفجير السفارتين الأمريكيتين بنيروبي ودار السلام كان باكورة العمليات العدائية ضد الولايات المتحدة الأمريكية بعد تأسيس الظواهري وبن لادن ل "الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين".
هذا الحادث يؤكد ما سلفت الإشارة إليه في السطور السابقة بأن الظواهري هو القائد الفعلي لتنظيم القاعدة وأن بن لادن هو الواجهة فقط حيث تولي الظواهري شخصياً الإشراف والتخطيط للعمليتين. واختار لهما العناصر المنفذة بطريقة انتحارية رداً علي الضغوط التي مارستها أمريكا علي بعض دول أوروبا الشرقية لتسليم بعض أعوانه للسلطات المصرية.
قبل وقوع الحادث بثلاثة أيام. وبالتحديد في الرابع من أغسطس 1998. توعد الظواهري الأمريكيين بعمليات ضدهم في بيان وزعه علي الصحف ووكالات الأنباء والمحطات الفضائية العالمية.
"بيان من جماعة الجهاد بمصر حول تسليم ثلاثة من إخواننا في بعض دول أوروبا الشرقية" نصه: تم القبض علي الأخ الأول وشهرته طارق أثناء تواجده مع زوجته الألبانية في إحدي دول أوروبا الشرقية المشهورة بعدائها للمسلمين. ثم تلا تلك الجريمة بعد أقل من شهرين القبض علي الأخ المشهور بأبي إسلام والأخ المشهور بأبي محمود من ألبانيا. بالإضافة إلي اثنين من زملائهم الموجودين في العمل.. ولقد كانت التهمة الموجهة لإخواننا الثلاثة هي المشاركة في جماعة تعلن الجهاد ضد أمريكا وإسرائيل وعملائها بالإضافة للتعاون مع المجاهدين في كوسوفو خارج إطار النفوذ الأمريكي.. ويهمنا أن نبلغ الأمريكان باختصار أن رسالتهم قد وصلت. وجار إعداد الرد الذي نرجو أن يقرءوه بعناية. لأننا سنكتبه بعون الله باللغة التي يفهمونها".
بعد ثلاثة أيام فقط وبالتحديد في 7 أغسطس ..1998 صدق الظواهري في وعده للأمريكيين.. أعد لهم الرد السريع.. قروأه بعناية.. كتبه لهم باللغة التي يفهمونها وهي القتل بالمتفجرات.
بفارق 4 دقائق فقط.. وقع انفجاران كبيران بالسفارتين الأمريكيتين بالعاصمة الكينية "نيروبي" والتنزانية "دار السلام" في عمليتين انتحاريتين باستخدام سيارتين ملغومتين نتج عنهما مقتل 235 شخصا بينهم 12 دبلوماسيا أمريكيا. وإصابة 4 آلاف آخرين وتدمير مبني السفارتين بالكامل.
دقائق معدودة بعد الانفجارين حتي أشارت أصابع الاتهام إلي تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن وحليفه أيمن الظواهري بارتكاب التفجيرات.
بالطبع لم تكن المباحث الفيدرالية الأمريكية أو المخابرات المركزية قد توصلت إلي أية أدلة ضد القاعدة. ولكن التهديدات التي كان يطلقها بن لادن والظواهري ضد الولايات المتحدة الأمريكية جعلها توجه أصابع الاتهام فوراً إلي القاعدة وآخرها بيان الظواهري الذي كان قبل ثلاثة أيام من الانفجارين والذي توعد فيه بالرد علي الأمريكيين باللغة التي يفهمونها علي حد قوله.
بعد أيام قليلة من وقوع انفجاري "نيروبي" و"دار السلام" أصدرت الإدارة الأمريكية تعليمات لقواتها المتمركزة بالخليج العربي بالرد علي بن لادن وصديقه الظواهري فقامت تلك القوات بإطلاق 8 صواريخ كروز علي 8 مواقع بأفغانستان والسودان بهدف ضرب معسكرات القاعدة بالبلدين.. وأدت هذه الضربات إلي قتل الكثير من الأبرياء المدنيين الأفغان والسودانيين بينما فشلت القوات الأمريكية. وأقمارها الصناعية في تحديد مكان بن لادن والظواهري اللذين كانا في مناطق بعيدة عن الضرب.
بعد فشل القوات الأمريكية في قتل بن لادن والظواهري طلب الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت كلينتون من حركة طالبان تسليم بن لادن والظواهري وبعض أعوانهما لمحاكمتهم بتهمة التحريض علي تفجير السفارتين.
الملا عمر زعيم حركة طالبان رفض طلب كلينتون. وقال: "إنه بعد الهجوم الصاروخي علي الأراضي الأفغانية لا يوجد ما يجري مناقشته وان الصواريخ أنهت فكرة الحوار وأن الحكومة الأمريكية فشلت في إثبات تورط بن لادن وأعوانه".
لجأت الولايات المتحدة الأمريكية إلي عدة وسائل للضغط علي الملا عمر لتسليم بن لادن وأعوانه. منها توسط نواز شريف رئيس وزراء باكستان. إلا أن حركة طالبان استمرت في الرفض.
استصدرت الولايات المتحدة الأمريكية قراراً من مجلس الأمن بتاريخ 19 يناير عام 2001 تحت رقم 1333 يقضي بفرض عدة عقوبات علي طالبان.. من بينها حظر إمدادها بالأسلحة. ومصادرة حساباتها بالخارج. وعدم السماح لأعضائها بالسفر إلي خارج أفغانستان.. ووصفت الأمم المتحدة أفغانستان تحت سيطرة طالبان بأنها تعد مركزاً للإرهاب الدولي.. وطالبت بتسليم بن لادن وأعوانه إلي الولايات المتحدة..وجاء رد طالبان غاضباً. وهو أنها لن تسلم بن لادن نهائياً.
وبلغ تحدي بن لادن للرئيس الأمريكي كلينتون إلي إصدار بيان رداً علي كلمته في ذكري تفجير السفارتين والتي أكد فيها أنه لن يهدأ له بال حتي القضاء علي بن لادن وأعوانه. وذكر بن لادن في بيانه الموقع باسمه الذي أرسله إلي وكالات الأنباء والصحف الأجنبية والعربية أنه طالب أعوانه بمواصلة الجهاد ضد الولايات المتحدة الأمريكية. وأنه لا يشعر بالخوف من إعلان الجهاد ضدها. مشيراً إلي أنه لا يوجد إرهاب في العالم أكثر من إرهاب الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.
وأشار بن لادن إلي أن الولايات المتحدة الأمريكية تدق طبول الحرب ضد العالم الإسلامي وأن الوقت قد حان لتوحيد صفوف المسلمين والجهاد ضد أمريكا.
ويمكن القول ان الشغل الشاغل للإدارة الأمريكية عقب تفجير سفارتيها بنيروبي ودار السلام كان تسليم أسامة بن لادن وأعوانه إليها. خشية وقوع أية عمليات عدائية أخري ضد مصالحها. لدرجة أن جورج تنيت مدير المخابرات المركزية الأمريكية حذر بلاده من خطورة بن لادن وأعوانه. وأكد أن تنظيم القاعدة عازم علي توجيه ضربات جديدة للولايات المتحدة الأمريكية.. وذكر مدير المخابرات الأمريكية في بيان له أمام الكونجرس الأمريكي في مايو عام 2000 أن شبكة بن لادن أكبر خطر يهدد الولايات المتحدة الأمريكية.
الصحف الأمريكية نشرت اعترافات تفصيلية لاثنين من كوادر تنظيم القاعدة هما محمد صادق عودة.. فلسطيني الجنسية.. "ألقي القبض عليه في باكستان وسلمته الي الولايات المتحدة الأمريكية" وعلي أبو السعود مصطفي محمد "مصري قبض عليه في واشنطن" ذكرا في أقوالهما أن تنظيم القاعدة وراء تفجير السفارتين وأن بن لادن والظواهري وأعوانهما يمتلكون أسلحة ومتفجرات وصواريخ وأسلحة كيماوية.. وقال أبو السعود إن تنظيم القاعدة كان وراء نسف ثكنات مشاة الأسطول الأمريكي في بيروت عام 1993 مما أدي الي مقتل 41 جندياً أمريكياً.. أصدرت وزارة العدل الأمريكية عقب انتهاء تحقيقاتها لائحة الاتهام وتضمنت 15 شخصاً علي رأسهم أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأبو حفص المصري ومحمد صادق عودة وراشد دواد العوهلي.. "يمني الجنسية" وفاضل عبدالله محمد وديع الحاج "أمريكي الجنيسة من أصل عربي".
في شهر مايو عام 2000 شنت المخابرات البريطانية بالتعاون مع شرطة مكافحة الإرهاب التابعة لاسكتلند يارد عملية أطلقت عليها "التحدي" ضد عدد من أعضاء جماعة الجهاد المصريين المقيمين ببريطانيا.. وتم القبض علي عادل عبدالمجيد عبدالباري "مسئول اللجنة الإعلامية بجماعة الجهاد" وإبراهيم عيداروس "ضابط مفصول من الخدمة العسكرية برتبة عميد بسلاح المدرعات" وهاني السباعي "مدير مركز المقريزي للدراسات بلندن" وأسامة حسن "محكوم عليه بالسجن 5 سنوات في قضية "العائدون من البانيا" وخالد الفواز "سعودي الجنسية" والمتحدث باسم جمعية النصيحة بلندن.
ذكرت الشرطة البريطانية أن المقبوض عليهم لهم صلة بأيمن الظواهري أمير جماعة الجهاد المحرض علي تفجير السفارتين.. وبعد عدة أشهر من الاعتقال تم اخلاء سبيل هاني السباعي بحكم قضائي لعدم وجود صلة له بحادث تفجير السفارتين. كما تم الافراج عن عيداروس لظروف صحية. بينما لايزال باقي الأعضاء معتقلين حتي الآن.
المدمرة كول:
في الوقت الذي كان يقتحم فيه شارون القدس الشريف بصحبة الآلاف من جنوده المدججين بالسلاح. واجتياح قواته للأراضي الفلسطينية. وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ. وعلي رأسهم الطفل الشهيد محمد الدرة الذي اغتالته رصاصات جنود الاحتلال وهو نائم في أحضان والده وما تلي ذلك من انتفاضة فلسطينية... كانت المدمرة الأمريكية العملاقة "كول" تتعرض لتفجير استشهادي من بعض أعضاء القاعدة باستخدام لنش صغير أثناء تذودها بالوقود في ميناء عدن اليمني.. أدي الحادث الذي وقع في 12 أكتوبر عام 2000 الي مقتل 17 جندياً من قوات البحرية الأمريكية.
لم يكن غريباً علي الولايات المتحدة الأمريكية أن توجه أصابع الاتهام الي أسامة بن لادن وحليفه أيمن الظواهري.. سارعت حركة طالبان علي لسان زعيمها الملا عمر بنفي التهم عن بن لادن والظواهري. وذكر أنهما يخضعان لرقابة شديدة بمقر اقامتهما وليس بامكانهما تنفيذ هذه العملية.
وكعادتها هددت الولايات المتحدة الأمريكية بضرب حركة طالبان.. التي قامت بنقل الظواهري وبن لادن الي مخبأ جبلي خشية توجيه القوات الأمريكية ضربات لقتلهما


.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
المهذب
المهذب
عضو ذهبي
عضو ذهبي

رقم العضوية : 8

عدد المساهمات : 1344

نقاط : 2596

تاريخ التسجيل : 02/05/2011

الموقع الموقع : مصر ام الدنيا


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى