النائب العام والرئيس السابق والدكتور الألمانى
صفحة 1 من اصل 1
النائب العام والرئيس السابق والدكتور الألمانى
النائب العام والرئيس السابق والدكتور الألمانى
الكاتب
نشوي الحوفي
Wed, 22/06/2011 - 08:05
لعلك مثلى تشعر بالغيظ وتبحث عن تفسير لقرار النائب العام بالموافقة على طلب الرئيس السابق حسنى مبارك، باستدعاء طبيبه الألمانى الخاص وفريقه الطبى لعلاجه وتوقيع الكشف عليه، بعد تدهور حالته الصحية كما جاء فى الأخبار التى تداولتها الصحف، أمس. فسرّ الغيظ يا سادة من مثل هذا القرار، لا يرجع لرغبة دفينة فى الانتقام من الرئيس السابق بمنعه من العلاج أو العرض على الأطباء، أو من باب التضييق عليه فى لحظات ضعفه ووهنه، أو الشماتة فيه بعد زوال الجاه والسلطان عنه، ولكن من باب أن أحد المسؤولين عن تطبيق العدالة فى مصر فاته أن يساوى بين المواطنين ليتحقق العدل.
فالنائب العام الذى أصدر القرار قاضٍ فى الأساس، يوصى العاملين معه، صغاراً وكباراً، بالعدل والمساواة بين المواطنين، وكان الأولى به أن يرفض طلب الرئيس المخلوع باستقدام طبيبه الألمانى وفريقه الطبى، ويوصى بدلاً من ذلك بنقل مبارك وعلاجه فى أحد المستشفيات الحكومية أو أحد مستشفيات التأمين الصحى أو أى مستشفى يتبع وزارة الصحة التى منحنا مبارك خدماتها الجليلة على مدى سنوات حكمه الثلاثين، وضاعت فيها صحة وأعمار الكثيرين من أبناء هذا الشعب، وافترشوا أرضها وأسرتها المتهالكة فى انتظار من يحنّ عليهم بدواء يخلصهم من أوجاعهم، أو كشف طبى يمنحهم الإجابة عن سبب معاناتهم، أو يفتح لهم باب الأمل فى علاج طال البحث عنه وصعب عليهم الوصول إليه.
كنت أتمنى أن يتذوق مبارك بعد تركه لذة الحكم وسلطانه جزءاً بسيطاً من مرارة العلاج فى مستشفيات وزارة الصحة، ويشاهد بعينى رأسه ماذا فعل فى هذا الشعب الذى تؤكد كل التقارير الدولية زيادة نسبة إصابته بالسرطان من مختلف الأنواع، وتغلغل فيروسات الكبد داخل أحشاء أبنائه. كنت أتمنى أن يساوى النائب العام بين المصريين ليسود العدل بين الرئيس السابق والمواطنين، ويكون الجزاء من جنس العمل. لكنه لم يفعل وفاجأنا بقراره الذى أشعرنا بالحنق.
وسؤالى للنائب العام، الذى أصدر القرار ولم يجد غضاضة فى نشره فى الصحف ووسائل الإعلام: يا سيدى الفاضل، أليس مبارك مواطناً مصرياً يعانى المرض شأنه شأن ملايين المصريين الذين لا تتسنى لهم فرصة العلاج المميز رغم حاجتهم الملحة لذلك؟ أليس مبارك مواطناً مصرياً يواجه تهم الفساد والقتل واستغلال النفوذ والتربح دون وجه حق؟ فكم من متهم مريض وافقنا على استقدام طبيبه الخاص من الخارج لعلاجه؟ ويزيد على ذلك يا سيدى النائب سؤال أخر: أليس مبارك مواطناً منحته الظروف والأقدار أعلى منصب فى تلك البلاد فلم يهتم بشكاوى أهلها من سوء الخدمة الصحية فيها، وكان كلما واجهه أحدهم أو كتب عما يلاقيه المصريون عند الذهاب للمستشفيات العامة، أجابهم بردود تتنوع بين السخرية منهم لأنهم السبب فيما آل إليه أمرنا لكثرة إنجابهم العيال، أو من نوعية العين بصيرة واليد قصيرة والحمد لله الذى لا يُحمد على مكروه سواه، أو من نوعية ننظر لمن هو أدنى منا لنعرف النعمة التى نعيش فيها؟
سيدى النائب العام، لست فى حاجة أن أحكى لك عن أم فقدت طفلها وهى تسعى بين المستشفيات الحكومية باحثة له عن سرير ينام عليه جسده المنهك من المرض، أو زوجة مات عنها رفيقها الذى أصابه السرطان وهو فى عز شبابه ولم تستطع أن تفعل له شيئا وهى تراه يموت من الألم دون أن تمتلك القدرة على توفير ثمن الدواء له، أو أب ارتضى بحكم الله فى فقدان ابنه وهو يبحث له عن قرار علاج على نفقة الدولة داخل مستشفياتها، أو رضيع مات فجأة فى حضّانة بسبب انقطاع التيار الكهربى فى مستشفى لا يمتلك مولد كهرباء لاستخدامه فى الطوارئ. القرار خطأ واستفز مشاعرنا، وزاد من سخطنا على مواطن يحمل الكثير من التهم التى تنتظر حكم العدالة، ومثلها الكثير من التهم التى لا تخضع للمساءلة فى الدنيا بل لمساءلة الخالق فى الآخرة. يا سيدى النائب العام أرجو أن تتراجع عن قرارك .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الكاتب
نشوي الحوفي
Wed, 22/06/2011 - 08:05
لعلك مثلى تشعر بالغيظ وتبحث عن تفسير لقرار النائب العام بالموافقة على طلب الرئيس السابق حسنى مبارك، باستدعاء طبيبه الألمانى الخاص وفريقه الطبى لعلاجه وتوقيع الكشف عليه، بعد تدهور حالته الصحية كما جاء فى الأخبار التى تداولتها الصحف، أمس. فسرّ الغيظ يا سادة من مثل هذا القرار، لا يرجع لرغبة دفينة فى الانتقام من الرئيس السابق بمنعه من العلاج أو العرض على الأطباء، أو من باب التضييق عليه فى لحظات ضعفه ووهنه، أو الشماتة فيه بعد زوال الجاه والسلطان عنه، ولكن من باب أن أحد المسؤولين عن تطبيق العدالة فى مصر فاته أن يساوى بين المواطنين ليتحقق العدل.
فالنائب العام الذى أصدر القرار قاضٍ فى الأساس، يوصى العاملين معه، صغاراً وكباراً، بالعدل والمساواة بين المواطنين، وكان الأولى به أن يرفض طلب الرئيس المخلوع باستقدام طبيبه الألمانى وفريقه الطبى، ويوصى بدلاً من ذلك بنقل مبارك وعلاجه فى أحد المستشفيات الحكومية أو أحد مستشفيات التأمين الصحى أو أى مستشفى يتبع وزارة الصحة التى منحنا مبارك خدماتها الجليلة على مدى سنوات حكمه الثلاثين، وضاعت فيها صحة وأعمار الكثيرين من أبناء هذا الشعب، وافترشوا أرضها وأسرتها المتهالكة فى انتظار من يحنّ عليهم بدواء يخلصهم من أوجاعهم، أو كشف طبى يمنحهم الإجابة عن سبب معاناتهم، أو يفتح لهم باب الأمل فى علاج طال البحث عنه وصعب عليهم الوصول إليه.
كنت أتمنى أن يتذوق مبارك بعد تركه لذة الحكم وسلطانه جزءاً بسيطاً من مرارة العلاج فى مستشفيات وزارة الصحة، ويشاهد بعينى رأسه ماذا فعل فى هذا الشعب الذى تؤكد كل التقارير الدولية زيادة نسبة إصابته بالسرطان من مختلف الأنواع، وتغلغل فيروسات الكبد داخل أحشاء أبنائه. كنت أتمنى أن يساوى النائب العام بين المصريين ليسود العدل بين الرئيس السابق والمواطنين، ويكون الجزاء من جنس العمل. لكنه لم يفعل وفاجأنا بقراره الذى أشعرنا بالحنق.
وسؤالى للنائب العام، الذى أصدر القرار ولم يجد غضاضة فى نشره فى الصحف ووسائل الإعلام: يا سيدى الفاضل، أليس مبارك مواطناً مصرياً يعانى المرض شأنه شأن ملايين المصريين الذين لا تتسنى لهم فرصة العلاج المميز رغم حاجتهم الملحة لذلك؟ أليس مبارك مواطناً مصرياً يواجه تهم الفساد والقتل واستغلال النفوذ والتربح دون وجه حق؟ فكم من متهم مريض وافقنا على استقدام طبيبه الخاص من الخارج لعلاجه؟ ويزيد على ذلك يا سيدى النائب سؤال أخر: أليس مبارك مواطناً منحته الظروف والأقدار أعلى منصب فى تلك البلاد فلم يهتم بشكاوى أهلها من سوء الخدمة الصحية فيها، وكان كلما واجهه أحدهم أو كتب عما يلاقيه المصريون عند الذهاب للمستشفيات العامة، أجابهم بردود تتنوع بين السخرية منهم لأنهم السبب فيما آل إليه أمرنا لكثرة إنجابهم العيال، أو من نوعية العين بصيرة واليد قصيرة والحمد لله الذى لا يُحمد على مكروه سواه، أو من نوعية ننظر لمن هو أدنى منا لنعرف النعمة التى نعيش فيها؟
سيدى النائب العام، لست فى حاجة أن أحكى لك عن أم فقدت طفلها وهى تسعى بين المستشفيات الحكومية باحثة له عن سرير ينام عليه جسده المنهك من المرض، أو زوجة مات عنها رفيقها الذى أصابه السرطان وهو فى عز شبابه ولم تستطع أن تفعل له شيئا وهى تراه يموت من الألم دون أن تمتلك القدرة على توفير ثمن الدواء له، أو أب ارتضى بحكم الله فى فقدان ابنه وهو يبحث له عن قرار علاج على نفقة الدولة داخل مستشفياتها، أو رضيع مات فجأة فى حضّانة بسبب انقطاع التيار الكهربى فى مستشفى لا يمتلك مولد كهرباء لاستخدامه فى الطوارئ. القرار خطأ واستفز مشاعرنا، وزاد من سخطنا على مواطن يحمل الكثير من التهم التى تنتظر حكم العدالة، ومثلها الكثير من التهم التى لا تخضع للمساءلة فى الدنيا بل لمساءلة الخالق فى الآخرة. يا سيدى النائب العام أرجو أن تتراجع عن قرارك .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
المهذب- عضو ذهبي
- رقم العضوية : 8
عدد المساهمات : 1344
نقاط : 2596
تاريخ التسجيل : 02/05/2011
الموقع : مصر ام الدنيا
مواضيع مماثلة
» أعادة النائب العام لمنصب النائب العام
» جويدة يطالب النائب العام بالتحقيق
» النائب العام يأمر بالتحقيق فى أحداث التحرير
» واشنطون بوست : النائب العام هدد الرئيس مرسي بفتح ملف المطابع الأميرية ..
» المرشد العام السابق وزمن الاخوان
» جويدة يطالب النائب العام بالتحقيق
» النائب العام يأمر بالتحقيق فى أحداث التحرير
» واشنطون بوست : النائب العام هدد الرئيس مرسي بفتح ملف المطابع الأميرية ..
» المرشد العام السابق وزمن الاخوان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى