عندما يتذكر المصريون حضارة الفأس والقلم! ...جولة فى المتحف الزراعى المصرى
عندما يتذكر المصريون حضارة الفأس والقلم! ...جولة فى المتحف الزراعى المصرى
د. هالة أحمد زكي ــ فاطمة محمود مهدي
120
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في رحاب الأخضر المصري...كانت لنا ما يمكن ان يوصف بالنزهة في مكان يختبئ بين الأشجار في حي الدقي, وإن كان من حيث المبدأ يصعب عليه الإختفاء فمساحته تزيد عن الثلاثين فدانا وأعتبر منذ بداية نشأته شاهدا علي عمر المصريين.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
. أما ولماذا فلانه صاحب قائمة خاصة تبدأ من فلاحين الأرض في عصر الفراعنة الكبار وتنتهي مع أخر أبناء عصر أسرة محمد علي.
وهذا المكان بلا تخمين هو المتحف الزراعي المصري.. أهم متحف للزراعة في تاريخ العالم.
فهو الوحيد الذي يمكن أن يحكي لنا عن تاريخ حضارة مصر, وهو لا يحكيها عبر الحجر والمعدن و القلائد وأدوات الزينة فقط.
فالحكي هنا مهمة تقوم بها البذور والنباتات الشديدة المصرية.... فكل الذكريات يحفظها ويرويها البردي الذي لا يترك مكانه في مياه النيل وزهور اللوتس التي كانت يوما رمزا لمصر وحضارتها العظيمة, وشجر الصفصاف ونخيل الدوم والحنة وشجر الجميز والقمح المصري بل والقطن طويل التيلة الذي كانت مصر إلي زمن قريب تتيه به علي غيرها.
ورغم هذا فاننا سنعتبرها زيارة متأخرة إلي بر مصر المحروسة الذي نود أن نعود إليه.
فلا يمكن بأي حال أن نعود بمصر إلي سابق عهدها القديم من التميز والتوهج دون أن نعود أولا إلي الأرض المصرية. و لا دون أن نفهم أن التاريخ في بلادي لا يصنع الا بين هؤلاء الفلاحين الذين بدأوا مسيرة وقصة الأرض منذ عهد الأجداد والذين لم يكونوا يتحركون في هذه الحياة بمنطق الخاضعين أو عبيد الأرض, بل كانوا علي العكس من هذا. وأن كان التساؤل الذي يفرض نفسه هو عن هذه المتاحف التي تذكرنا بتاريخ الامة المصرية..فهل يقرأ المصريون تاريخهم؟!
نحن الان نبحث عن بداية وتآريخ خاص لهذا المكان الذي أختير مكانا للمتحف الزراعي الذي افتتحه رسميا الملك فاروق في16 يناير عام.1938 وإن كان كما يحكي المهندس محمد الحسيني العقاد المشرف العام علي المتاحف والمعارض الزراعية ــ والذي قام بتأسيس عدد كبير منها ــ قد تم التفكير في إنشائه في عهد الملك فؤاد لتسجيل تاريخ الزراعة المصرية.
وقد وقع الإختيار علي قصر الأميرة فاطمة إسماعيل التي كان سبق ووهبته للجامعة المصرية عام1914 غير انه بإختيار الموقع الحالي للجامعة سلمت سراي الاميرة لوزارة الزراعة عام.1930
وكما يحدث في القصص الأسطورية ندخل كتاب الأميرات لنبحث عن سيرة أميرة مصرية صميمة كان يوجد قصرها في نفس هذا المكان, وهي الأميرة فاطمة إسماعيل أقرب أبناء الخديوي إسماعيل إلي قلبه والتي يتوقف عندها التاريخ لكونها واحدة من أهم الشخصيات الوطنية في تاريخ عائلتها.
ولدت الأميرة في منتصف القرن التاسع عشر وأعتبرت منذ طفولتها من أجمل أميرات الاسرة المالكة وتزوجت مرتين أولهما في فرح الانجال حيث ارتبطت بالامير محمد طوسون في فرح لم يحدث له مثيل في تاريخ مصر الحديث وقد انجبت أبن وأبنة ليتوفي زوجها في سن مبكرة لتتزوج مرة أخري بمحمود باشا سري وترزق بعدة أبناء. أما ما كان يميزها حقا في رأي كل من عاصرها من المصريين فهي حبها الشديد لمصر وهو الذي جعلها تتبرع بكامل حليها وبقطعة من الارض بلغت نحو ستة أفدنة لبناء الجامعة المصرية.
وأما حليها محل التبرع والتي بيعت في مزاد علني قبل وفاتها بعام واحد فقد كانت عبارة عن سوار ومشبك وعقد وقلادة وخاتم من البرلنت والذهب الخالص قدرت في بدايات القرن العشرين بأكثر من خمسة وعشرين ألف جنيه. ولم تكتف الأميرة فاطمة بهذا فزادت عليهم عدة فدادين كوقف للاحسان.
وفي عام1920 كانت الجامعة كمشروع أهلي قومي قد أستكمل كل عناصره, وأسلمت الأميرة الروح في هذا العام ليتذكرها المصريون بعمل يدخلها التاريخ من أكبر أبوابه. فقد كان من الممكن أن تنتهي قصتها كلها عند حدود حكايات الأميرات الجميلات وأن تكون بطلة لها بعد أن رأها الناس في أفراح الانجال.
ورغم أن وزارة الزراعة قدأجرت تعديلات من حيث الواجهات والزخارف فإن قصر الأميرة فاطمة قد تفرع ليصبح تسعة متاحف كاملة بدأها متحف مبني المجموعات العلمية ومتحف مبني المملكة النباتية وقسم للزراعة المصرية القديمة وأعقبهم كما يقول المهندس العقاد متحف البهو السوري الذي أقيم في عهد الوحدة بين مصر وسوريا وجدد في الثمانينات ثم متحف الزراعة المصرية القديمة ومتحف المقتنيات التراثية لينضم إليهم في الشهور القادمة متحف للمشغولات المعدنية ومتحف للبيئة واخر للصداقة المصرية الصينية, ووسط هذا العدد قررنا أن نبدأ بسراي الاميرة فاطمة حيث يوجد متحف المقتنيات التراثية.
متحف المقتنيات التراثية:
في البهو الرئيسي للمتحف الذي ولد عام2004 نفس المكان الذي كان يشغله من قبل ستمائة موظف في مساحة دورين وعدة قاعات مميزة تستقبلك لوحات زيتية وتماثيل لكبار فنانين مصر الذين لم نعد نتذكرهم كثيرا أمثال حسن حشمت وراغب عياد.
كما يوجد في الطابق الاول مكتب لمدير المتحف وهو كما يقول المهندس محمد العقاد يذكرنا بكل التفاصيل الخاصة بحياة البكوات في بدايات القرن العشرين بدءا من المكتب الضخم وحتي الحوض المعلق في أحد المكتبات الصغيرة والذي لا يبدو للعين الفاحصة من النظرة الاولي كما توجد لوحتان كبيرتان لملوك حكموا مصر, وقبل أن ندخل إلي المكتب لابد من مراجعة بعض المقتنيات الملكية ومنها مجسم ليخت أهدته الأميرة فوزية لأخيها الملك فاروق يوم زفافه في عام.1938 كما توجد مكتبة مطعمة بالعاج والصدف في أحدي القاعات المجاورة وتضم جزءين من التطعيم يضم الاسلوبين الاسلامي والقبطي.
وتتوالي الكثير من المفاجآت عبر القاعات المتنوعة. فأحدهما يضم صور نادرة لأفراد الأسرة المالكة المصرية وأحدهما قاعة تضم أهم لوحات لكبار الفنانين المصريين حيث انه من المعروف انه منذ بداية نشأة مدرسة الفنون الجميلة عام1908 وهناك كوكبة كبيرة من الفنانين الذين تأثروا بالتفاصيل المصرية الصميمة التي كانت تروي حياة الفلاحين والموالد ومصر الجميلة ولهذا لم يغيب فنانون أمثال علي الديب وراغب عياد وحسني البناني وحسن حشمت ومحمود مختار عن المكان. بل أنك يمكن أن تتعرف علي أهم تفاصيل العمارة المصرية عبر اسكتشات مثبتة علي طول الحوائط التي تصعد معك من الدور الاول إلي الثاني والتي تعود إلي المعماري المتميز حسن فتحي.
أما أبواب القصر الذي يحتفظ به علي في ردهات الدور الثاني وأعمال التيناوي وهو أحد الفنانين السوريين المعروف برسومه الشعبية علي الزجاج والتماثيل التي تمثل وظائف المصريين بداءا من الفلاح وحتي شيخ البلد والعمدة ومكوجي الرجل والأمشجية الذين يجرون بجوار العربات الملكية لهي تحف نادرة تضيف إلي المكان.
وفي قاعة إفريقيا توجد الكثير من أثار الرحلات الاستكشافية إلي منابع النيل التي كان يرعاها الخديوي إسماعيل ويوجد قدم فيل ومشغولات من العاج والأبنوس وسن الفيل ومعظمها تعود إلي السودان.كما توجد قاعة للخيول يتوسطها تمثال من البرونز اهدته المفوضية الفرنسية إلي المتحف عام1937 بالاضافة إلي مجموعات من اللوحات النادرة لانواع الخيول
أما قاعة الجمل فتعد من أكثر القاعات تميزا حيث يتوسطها تمثال لشخص نوبي علي ظهر جمل أبدعه الفنان المجري فاشتاج عام1894 وأهداه للمتحف. كما توجد قاعة أخري للسجاد العجمي الأصفهاني والتبريزي والكاشاني والشيرازي. كما توجد قاعة لاقدم آلات التصوير القديمة التي تعود إلي عام.1930 وقاعات تضم لوحات للأشجار والزهور والصيد والحلي.
زراعة مصر القديمة:
يبدو متحف الزراعة المصرية القديمة عالم لابد أن تدخله من أوسع أبوابه. فهو متحف تم تأسيسه عام1969 يعني تبجيل حضارة مصر الفرعونية التي لم تترك صغيرة ولا كبيرة في البيئة المصرية دون أن ترصدها وتستفيد بها.
وقبل أن تدخل إلي المتحف لابد وأن تمر أولا بالحديقة الفرعونية التي يتساوي فيها الجزء الأيمن مع الأيسر والتي يتوسطها حوض تتجمع فيه المياة وتنمو بها نباتات البردي واللوتس كما توجد أشجار الجميز ونخيل الدوم والريحان وتكعيبات العنب ويمكنك أيضا وأن تقطع الطريق إلي أبواب المتحف أن تسمع تغريد البلابل والكروان, حتي تصل إلي الباب الذي ينقلك إلي خمسة آلاف عاما مرت حيث يوجد في المدخل تماثيل لتحتمس الثالث الفرعون الذي أحضر نباتات وحيوانات من غرب آسيا ونقشت رسومها علي أحد المعابد. كما يوجد تمثال لامنمحات الثالث من الدولة الوسطي الذي أستصلح حوالي30 ألف فدان. ويوجد شبيه للتابوت الذي وضع فيه سيدنا موسي في طفولته والذي حمله النهر ويعتقد حسن عبد الرحمن خطاب الخبير بالمتحف انه أقدم من تابوت سيدنا موسي بما يزيد عن ألف و خمسمائة سنة.
ويوجد عند الباب أيضا مصور ضخم لتقسيمات شهور السنة حسب الطبيعة المصرية, كما يوجد مجسم للبقرة حتحور رمز الجمال, ومجسم لرمز النيل يبين أن منسوب النيل يكون قد وفي إذا وصل إلي ستة عشر زراعا. ويعلن وصول الفيضان إلي البلاد ووفاء النيل.
وأما القمح فهو موجود في مقابر ما قبل التاريخ وهناك إشارة لصناعة الخبز في مصر القديمة. كما توجد كلمة خطها الفرعون إمنمحات الأول2000 قبل الميلاد يقول فيها: أنا الذي زرعت الحبوب وأحييت تير إله الجنوب. النيل يجري في كل واد فلا جائع في عهدي ولا ظمآن تحت سلطاني.
ويبدو أن للقمح أكثر من قصة تروي ففي الطابق الأول للمتحف يوجد أصول لمخبوزات علي شكل كرواسون وكعك وبسكويت وعرائس للأطفال وبيتزا. بالاضافة إلي مجسمات لصوامع القمح وبجوارها كاتب يكتب ما يوجد بالمخازن. فهذه الصوامع كان يفرد عليها رماد الفرن حتي لا تفسد. كما أن القمح كان يترك في سنابله فلا يصيبه السوس.
فكما جاء في سورة يوسف: قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله الا قليلا مما تأكلون(47)
كما توجد مجسمات ـ كما يقول محمد عزت عبدالشافي رئيس قسم بمتحف الزراعة المصرية القديمة ـ تستعرض أعياد الحصاد وتخزين الغلال وبذور الكتان الذي كان يسمي لفرط رقته نسيج الهواء. كما يستعرض المتحف أنواع الخضروات المصرية مثل الثوم والبصل والبطيخ والملوخية والفجل والخيار والدوم.
وتستعرض القاعة العيادة الطبية لكل أنواع النباتات وأدوات الزينة وصورة علي ورق بردي لبنات أمير يلبسن باروكة ويضعن الكحل أحمر شفاه ويضعون زجاجة مثبتة فوق الرأس من العطور التي تنطلق روائحها كلما غدو أو راحوا.
وتتميز أحدي القاعات بمجموعة من السلال وأحذية صنعت من نبات البردي ومجسم لاله النيل في العصر الفرعوني وجوسق يجلس فيه صاحب الأرض ليباشر مزرعته, إلي جانب بعض التماسيح العملاقة والصغيرة المكفنة.
ويوجد في أقصي القاعة تمثال أخر لإله النيل وهي صورة طبق الأصل تعود إلي مائتي عام من التمثال الذي سرق من الاسكندرية وذهب إلي الفاتيكان.
وفي الطابق السفلي الذي يأخذ مكانه تحت الطابق الاول تتواجد بانورمات لمجسمات زراعة القمح والادوات المنزلية وأدوات الصيد والموازيين ووحدتها الدبن المصري وبيوت الفلاحين وفكرة ملاقف الهواء التي أستفادت منها فيما بعد بيوت مصر في العصر الاسلامي.
وفي الطابق الاعلي يوجد عروض للثروة الحيوانية والطيور ومنها أبو منجل الذي كان يرمز للحكمة وعجل أبيس والأوز المصري والطيور الجارحة وثيران المصارعة والغزلان والتياتل المصرية والضباع والكلاب والقطط المصرية التي أختفت الأن من بر مصر لتحل فصائل أخري لقطط محلها. وكل أنواع الاسماك المصرية مثل البلطي وقشر البياض والدنيس والارانب والقانفد والخيول والقرود التي كانت جزءا من الحياة المصرية حتي أن المصري أبن نكتة كان يقدم رسوما كاريكاتيورية يسخر فيها من الاعداء منذ ذلك الزمن وربما قبله.
نورت ياقطن النيل
عندما نحكي تاريخ وذاكرة أمتنا لا نستطيع إغفال دور القطن ومعاناة زراعته وهو ماجسد في كثير من أفلامنا السينمائية وفرحة جنيه وهو ماعبر عنه في أغانينا التراثية.
ومتحف القطن اسسه المهندس محمد العقاد عام1969 يعبر بصدق عن تاريخ ومكانة هذا المحصول الرائع وكلما تجولت في أرجائه تشعر بالفخر والحسرة في ذات الوقت وهذا التناقض لا ينبع إلا من حبنا لبلدنا مصر فالفخر يأتي من التطور والتقدم الذي بلغناه في زراعة وأنتاجية وتميز محصول القطن والحسرة تأتي مما آل إليه وضع هذا المحصول الآن فلقد تميزت أصناف القطن المصري بأنها أجود أنواع القطن طويل التيلة واحتلت الصدارة علي مستوي العالم ولقد بلغ إنتاج القطن في الثمانينيات نحو01 ملايين قنطار وكنا نصدر5.3 مليون قنطار والاستهلاك المحلي5.6 مليون. وكانت هناك مطالبات للجنة العليا للقطن برفع كوتة التصدير الي5 ملايين قنطار والمصانع المحلية زادت حصتها بمقدار مليون قنطار مماأدي إلي التوسع في الرقعة الزراعية المزروعة بمحصول القطن واسهم في تحقيق هذه النجاحات تطبيق سياسة زراعية تقوم علي الدورة الزراعية الثنائية والثلاثية باعتبار ان هذا المحصول مجهد للأرض وتطبيق هذا النظام يحافظ علي خصوبة الأرض وكذلك يلزم الفلاح بزراعة محصول معين لدرجة انه كان يمنع نقل القطن بين المحافظات ولذلك كان لكل محافظة نوع قطن له خصائص معينة تميزه عن الصنف الآخر وكان هناك رقابة وتفتيش دائم علي الحقول والمحالج لتطبيق السياسات الزراعية الموضوعة..
ولذلك يري بعض الخبراء ان تدهور إنتاجية الفدان وتقلص الرقعة الزراعية وتراجع حجم الإنتاج بالنسبة للمحاصيل المهمة مثل القطن والقمح ـ عرفت مصر في العصور السالفة بسلة الطعام ـ يرجع لعدة أسباب استراتيجية واضحة للزراعة في مصر تقوم علي توفير نظام الاكتفاء الذاتي ومن الأسباب أيضا بعض المشروعات الاجنبية التي تم المشاركة فيها دون دراستها بشكل كاف فكان في الماضي يسمح للباحثين الأجانب بالأطلاع علي المعلومات فقط ولكن لا يحق له الحصول علي البذرة وهذا لم يحدث في الآونة الأخيرة فاصبحت بذورنا متاحة وقابلة للتهجين وللتلاعب بخصائصها الوراثية وأصبحنا نستورد البذور الرديئة والأسمدة المشكوك في صلاحيتها هذا إلي جانب تفشي التعديات والكتل الاسمنتية علي الأراضي الزراعية الخصبة التي لا يمكن تعويضها. حتي ان الصحراء والتي كانت الملجأ لزراعة بعض المحاصيل مثل الخضر والفاكهة حيث لا تصلح لزراعة المحاصيل الحقلية التي تحتاج إلي مياه ري وفيرة وليس الي الري بالتنقيط فهناك معاناة حقيقية يعيشها أصحاب اراضي الاستصلاح وهي ان آبار المياه كانت تحفر علي عمق63 مترا والآن يتم حفرها علي عمق081 مترا نتيجة لاستنزاف المياه الجوفية في إقامة المنتجعات السكنية.
لذلك وبعد قيام ثورة52 يناير لابد من مراعاة أسباب تقدمنا في الماضي وأسباب التدهور في الوقت الحالي ووضع سياسة زراعية واضحة وحاكمة يتم تطبيقها في إطار خطط خمسية ولا يحق لأي وزير زراعة أو مسئول التخلي عن تطبيقها أو التلاعب بها.
ربما خرجنا خلال السطور السابقة عن موضوع متحف القطن ولكن مافائدة المتاحف والتي تعد ذاكرة الأمم اذا لم تكن توثيقا للتاريخ الماضي وكذلك مراجع وخبرات يجب الاستفادة منها في الحاضر والمستقبل؟.
ويتكون المتحف من طابقين الدور الأرضي يضم مجموعة من الأصناف الأجنبية للعديد من الدول التي كانت تزرع القطن منذ عام.1943
أما الطابق الأول فيضم عشر صالات رئيسية للعروض المختلفة تاريخيا وعلميا وزراعة وصناعة وتجارة ويواجه الزائر صالة كبري تعرض أهرامات أصناف القطن التجارية القديمة ولوحات مضيئة لمختلف المراحل التي يمر بها محصول القطن( زراعة وصناعة) وخرائط للعالم تبين محصول القطن العالمي والمصدر من القطن المصري للعالم عام3391 وخرائط إحصائية مساحية عن مساحة القطن المزروعة والمحصول ومواعيد الزراعة والجني في مختلف أنحاء العالم ولوحات زيتية لكبار الفنانين المصريين عن زراعة وجني ونقل القطن. ويقابل يمين هذه الصالة قاعة تعرض بها خريطة تبين نشأة أصناف القطن المصري التي ظهرت منذ عام1881 وتقول المهندسة سهير فؤاد ـ مدير متحف القطن ـ ان القطن لم يحظ في مصر القديمة باهتمام ويعد الاكتشاف الحقيقي له عام1881 عندما وجده المهندس جوميل في حديقة الأورفلي بك الذي تم تهجينه مع صنف من سي ايلاند الأمريكي وأعقبها سلسلة طويلة من طرق التهجين وتحسين الاستنباط ويعد أفخر الأصناف الذي توصل إليها صنف( جيزة45) ومن الأصناف طويلة التيلة جيزة88.98 ومن الاصناف فائقة التيلة جيزة07 ولقد تدرجنا الي الوصول الي جيزة.29 وتضم القاعة صورا لبعض مشاهير المشتغلين بالقطن والذين اسهموا في تحسين صفاته مثل( حمان سكلاريدس) وهناك صنف بأسمه أكتشف في عام1903 في بركة السبع كما تضم القاعة مساحة الأراضي المصرية المنزرعة بالقطن بالقطر المصري منذ عام5291 وعينات من أصناف القطن المصرية التجارية المنزرعة حاليا والبرامج الجديدة لانتاج أصناف القطن الجديدة والخطة البحثية لمعهد بحوث القطن.
وهناك صالة التراث ويعرض بها لوحة لمحمد علي باشا أول من نظم زراعة القطن بمصر بصفة تجارية ومجموعة لبعض الأوامر العالية الصادرة منه الي حكام الأقاليم عن زراعة القطن باللغة التركية والعربية ومستخرجات من جريدة الوقائع المصرية عن القطن منذ.1943 وتضم الصالة قطعة نادرة من تطريز القطن علي الجلد يرجع تاريخها الي القرن ال41 وقطع أقمشة قبطية وسورية نادرة يرجع انها من القرن الثاني عشر ونموذج لنول يدوي استخدم في انتاج أفخر وأهم الأقمشة القطنية من الوبلين يرجع تاريخها الي عام1920 ويضاف لذلك ديوراما محسبة عن القطن تحكي خطوات زراعته وحتي جني المحصول وتقليع الحطب وهناك أندر دولاب حلج يدوي من مستعمرة تشاد ولوحات نادرة تمثل غزل ونسج القطن في اليابان وألمانيا والصين في القرن الـ51 والـ81 هذا إلي عينات قطن ملونة ومحاولة انتاجها منذ عام6091.. وتضيف المهندسة سهير فؤاد ـ ان صالات العرض العشر الرئيسية تحكي بشكل مرحلي كل مايخص القطن فالصالة الأولي خاصة بتاريخه وتطوره العلمي ويتم عرض مخطوطات قديمة عن القطن من عهد البخاري وابن العوام وابن بيطار وكتب تاريخية عن القطن منذ عام97 ميلادية وموضع القطن في المملكة النباتية ونشوء وتطور القطن في العالم وأنواع القطن وتاريخ اكتشافها. وأما الصالة الثانية فتهتم بتربية القطن والمحافظة عليه وتوضح طرق التهجين الصناعي وطرق التربية بأنواعها المختلفة وشجيرات للقطن المصري مقارنة بالهندي وأبرز مايعرض في الصالة الثالثة والرابعة مجموعة نادرة الأقطان المصرية القديمة حوالي77 صنفا موضحة عليها صفاتها الخضرية والثمرية والصفات التكنولوجية وسنة ظهوره ومناطق انتشار زراعته وخريطة تعرض هذه الأصناف منذ عام8181 وحتي تاريخنا هذا وتضم25 صنفا. وهناك عيادة الطب النبوي والعلاجات التي يستخدم فيها زيت بذرة القطن وأوراقه والتي تستخدم في تخفيف آلام الاسنان وعلاج السعال والربو والام المعدة كما تضم موسوعة عن القطن للمؤرخ هيرودوت وبذرة قطن تم اكتشافها في إحدي المقابر الفرعونية كما تم ذكر القطن في حجر رشيد. ومن المعروف ان استنباط صنف جديد من القطن يستغرق نحو01 اعوام والصالة الخامسة تتعرض لفحص التقاوي والزراعة وانواع الآفات والحشرات وذلك من البادرة الي النبات الكامل وأدوات الزراعة القديمة وتطورها.
اما الصالة السادسة فتختص بالفرز والحلج وكبس القطن وهناك ديوراما مجسمة لهذه المراحل وماكيت مجسم لحلج متكامل ولوحات وصور تبين مراحل الحلج والكبس وعدد المحالج وصور للبورصة. والصالة السابعة تعرض الغزل ومراحله والأجهزة التي تستخدم لهذا الغرض والصالة الثامنة توضح النسيج وتحضيراته وتعرض مراحله وبعض الأجهزة للقياس والفحص ونماذج لأنوال يدوية. بينما الصالة التاسعة توضح تجهيز الخيوط والأقمشة والصالة العاشرة تعرض الصناعات القطنية والألياف المنافسة والصناعات القائمة علي بذرة القطن, وتوضح هذه الصالة ان القطن كله فوائد فالبذرة يتلخص منها زيت الطعام والجلسرين والقشرة يصنع منها الأعلاف الحيوانية والنيزوسلياوز الذي يستخدم في المصنوعات الحربية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
المهذب- عضو ذهبي
- رقم العضوية : 8
عدد المساهمات : 1344
نقاط : 2596
تاريخ التسجيل : 02/05/2011
الموقع : مصر ام الدنيا
» والقلم ومايسطرون
» المصريون لن يتعاطفوا مع مبارك حينما يرونه فى القفص
» هو دة المصرى
» قالوا عن ثورة 25 يناير: لا جديد في مصر.. المصريون يصنعون التاريخ كالعادة